تشهد كواليس نقابة الناشرين هذه الأيام صراعات وانشقاقات بين الناشرين بين مؤيد ومعارض لتمديد عهدة المكتب الحالي إلى غاية 18 جوان القادم، بينما العهدة القانونية للمكتب انتهت الثلاثاء 15 أفريل. وقد اتخذ هذا القرار في الاجتماعات المراطونية التي تشهدها النقابة منذ الأربعاء الماضية والتي أقرت أيضا أنه لا يحق للناشر الذي لم يكمل مدة سنة في النقابة من الترشح للمكتب النقابي، وهذا ما اعتبره البعض وقوفا في »وجه الناشرين الصغار« واستفراد الكبار بساحة اللعب التي ربطها البعض أيضا بمشروع الكتاب في 2008 الذي أثار على ما يبدو حربا مبكرة بين الأخوة الأعداء، بالنظر لحصة المشروع من الخزينة العمومية »حوالي مليار دينار« لألف عنوان. من جهة أخرى، نفى مكتب النقابة ما ذهب إليه الناشرون، وأوضح على لسان نائب الرئيس حسان بن نعمان، الذي أكد في تصريح للشروق، أن تأجيل الجمعية الانتخابية إلى غاية جوان اللاحق بعدما كانت مقررة في ماي، أي بفارق شهر، بسبب الصالون الدولي لكتاب الطفل الذي ينظم في الرابع من جوان القادم على اعتبار أن نقابة الناشرين هي التي تنظم هذا الصالون الذي لا يملك ميزانية قارة أو خاصة وإنما يعقد سنويا بجهود النقابة. ومن المنطقي جدا يقول بن نعمان أن يتم المكتب ما بدأه، كما أكد من جهة أخرى أنه »لا علاقة بين تأجيل موعد الجمعية الانتخابية ومشروع 2008 لأن الناشرين يقول بن نعمان ليسوا أعضاء في اللجنة المكلفة بالقراءة، كما أن المشاريع التي استفاد منها الناشرون العام الماضي في إطار عاصمة الثقافة جاءت بفضل النقابة وليس العمل الفردي غير المعترف به حتى الآن. كما حمل بن نعمان مسبقا المكتب القادم فشل صالون كتاب الطفل في حالة ما إذا جرت الانتخابات قبل 18 جوان القادم، وهذا هو الخيار المرجح حتى الآن بعد أن احتدمت الخلافات ووصلت الحرب إلى صفحات الجرائد بين أعضاء النقابة والناشرين الذين يتهافتون على عضوية المكتب أكثر من السعي لرئاسة النقابة وهذا أرجعه بن نعمان إلى كون هؤلاء »لا تهمهم مصلحة النقابة كهيئة لها سمعة وطنية وحتى إقليمية بقدر ما تهمهم مصالحهم الظرفية والذاتية والسعي وراء الربح المادي لتكون عضوية المكتب مجرد عنوان تزيّن البطاقة« يؤكد بن نعمان الذي أضاف بخصوص منع الناشرين الذين لم يكملوا سنة من دخول مكتب النقابة، أنه موجود بنص القانون الذي صادق عليه الجميع في 2003 عندما تأسست النقابة وموجود في المادة 22 والتي لم يعترض عليها أحد ولم تطرح حينها أي إشكال. وقد حذر المتحدث من مغبة استمرار الصراع والكولسة التي قد تفجر النقابة التي تعد حتى الآن الإطار الذي يجمع الناشرين، في وقت تقبل الوزارة على التأسيس لمشاريع في مجال الكتاب الذي تراهن عليه الوزيرة من أجل عهدة أخرى على رأس الثقافة وأسال لعاب الناشرين وقد يحرق بيتهم أيضا.