لا يزال سكان قرية أولاد عطا الله الواقعة ببلدية السواقي شرق ولاية المدية، يعيشون حياة بدائية وفي عزلة تامة نتيجة حرمان القرية من الماء الشروب، وفي عز فصل الشتاء، بالرغم من قيام مصالح البلدية بحفر منقب مائي منذ سنتين، لكن الماء لم يصل إلى حنفيات السكان وتبقى رحلة المعاناة متواصلة لجلب هذه المادة الحيوية بواسطة الدواب من جهة، ومن جهة أخرى حرمانهم من الإنارة الريفية العمومية، مما زاد من معاناتهم فالمواطنون يعانون في صمت وسط تجاهل السلطات المحلية لانشغالاتهم التي أرقت حياتهم اليومية. "الشروق" تنقلت إلى هذه القرية التي عانت إبان العشرية السوداء، وبعد استتباب الأمن عاد معظم السكان إلى أراضيهم الفلاحية، أين التقينا بالصدفة عمي محمد البالغ من العمر 61 سنة يقوم بجلب الماء بواسطة الحمار، والذي أكد بأن القرية تبقى النقطة السوداء فيها هي الماء بالرغم من حفر منقب مائي منذ سنتين، ويبقى سبب عدم تشغيل هذا المنقب لعدم ربطه بالكهرباء، الأمر الذي أدخل السكان في معاناة مع الماء، إضافة إلى انعدام الإنارة العمومية الريفية بالقرية، حيث اضطر السكان إلى شراء عدة مصابيح لكن دون جدوى بسبب تماطل مصالح البلدية في تشغيلها. وتبقى رحلة المعاناة مستمرة، مطالبين رئيس البلدية، بتفريش الطرقات المؤدية إلى منازل السكان في قرية أولاد عطا الله السفلى والعليا التي تعتبر من أكبر القرى ببلدية السواقي، وللوقوف أكثر على هذه الانشغالات، تنقلنا إلى رئيس بلدية السواقي" أحمد بلخير" الذي طرحنا عليه انشغالات المواطنين، مصرحا بأن قرية أولاد عطا الله فعلا تعيش في أزمة خانقة للمياه، لكن تم دفع مستحقات المالية لسونلغاز بمبلغ 101.136.42 دج، وتم إضافة مبلغ أكثر من 49 ألف دج من طرف شركة سونلغاز، بسبب أن المبلغ المالي غير كافي وأن الاستشارة المخصصة لهذا الربط خرجت دون جدوى، البلدية لم تقم بإضافة المبلغ المتبقى بسبب تعليمة من طرف الوالي تقضي بعدم دفع المبالغ المالية المضافة، كما توعدت سونلغاز بربط المنقب بالكهرباء في الأيام القليلة القادمة، وإنهاء المعاناة للسكان، أما بالنسبة للإنارة العمومية الريفية فبلدية السواقي متكونة من 15 قرية كلها تنعدم فيها الإنارة العمومية الريفية، لكن تم تركيبها في قرية أولاد عطا الله بالطريق المؤدي إلى المسجد والمدرسة والذي يوجد فيه 5 أسلاك بالأعمدة الكهربائية ذات الضغط المتوسط. وعليه ناشد السكان المسؤولين المحليين التدخل العاجل في هذه القرية التي تبقى تعاني أزمة ماء في عز فصل الشتاء.