لا يزال سكان حي الصومام القصديري ببلدية برج البحري بالعاصمة يعيشون على أعصابهم، بعدما وردت إلى مسامعهم معلومات تشير إلى عدم إدراجهم ضمن عملية الترحيل التي شرعت فيها مصالح ولاية الجزائر منذ مدة. وحسب تصريحات ممثلين عن السكان ل "الشروق"، فان أزيد من 400 عائلة تقطن بهذا الحي سبق لها أن وجهت عدة شكاوى ومراسلات إلى السلطات المحلية، إلا أنها انتهجت سياسة التجاهل والتماطل، ما تسبب في تفاقم معاناة سكان الحي الواقع على نحو 3 كيلومترات عن مقر البلدية. وقال المتحدثون إن وضعيتهم تزداد سوءا في فصل الشتاء وخلال تساقط الأمطار التي تخلف كوارث حقيقية، في ظل غياب أبسط ضروريات الحياة الكريمة، على غرار انعدام شبكة الصرف الصحي وقنوات تصريف المياه وغيرها. ولهذا يناشد سكان حي الصومام ببرج البحري الجهات العليا وعلى رأسها المسؤول الأول لعاصمة البلاد التدخل العاجل لوضع حد لمعاناتهم التي يتخبطون فيها يوميا وسط ظروف قاسية تشكل خطرا حقيقيا على حياتهم وعلى حياة عائلاتهم من خلال الأسقف التي تكاد تنهار فوق رؤوسهم في أي لحظة في مساكن تم إنشاؤها بطريقة فوضوية وبدائية خلال سنوات الإرهاب، حيث تعاني من التصدعات والتشققات، فضلا على الروائح الكريهة المنبعثة من مياه الصرف الصحي وسط السكنات، التي تسد الأنفاس. ورغم استفادة الحي من مشروع تهيئة الطريق المؤدية إلى المنطقة، غير أن المشكل يبقى مطروحا، حيث أصبح قاطنو الحي يواجهون خطرا كبيرا بسبب التدهور الذي تعرفه البيوت المعرضة للانهيار في أي لحظة، ما أدى بهم إلى مناشدة السلطات المعنية ضرورة التعجيل في ترحيلهم في أقرب وقت ممكن من أجل تخليصهم من المعاناة التي يعيشونها منذ قرابة ال 20 سنة قبل وقوع ما لا تحمد عقباه. وفي تصريح ل "الشروق"، أكد رئيس بلدية برج البحري، السيد قسري، أن الحي المذكور مبرمج ضمن عملية الترحيل القادمة التي ستشهدها العاصمة.