يشهد القطاع الصحي ببلدية إغيل علي التي تقع على بُعد 93 كلم جنوب غرب ولاية بجاية، من نقص في التأطير الطبي وخاصة على مستوى عيادة الأمومة، ناهيك عن ضعف في الخدمات بالمستوصفات، ما يدفع المرضى وذويهم للتنقل إلى عيادة أقبو، هذه الأخيرة تعاني أيضا من نقص في الخدمات بسبب الضغط الرهيب عليها. تفتقر عيادة الأمومة والتوليد ببلدية اغيل علي للإطارات الطبية التي من شأنها أن ترفع الغبن عن النساء الحوامل، في ظل النقص المسجل في القابلات، وهو الوضع الذي يجبر النساء الحوامل على التنقل إلى عيادة أٌقبو، غير أن هذه الأخيرة تعاني من ضعف الخدمات، بسبب توافد العشرات من النساء الحوامل عليها، ما خلق ضغطا رهيبا على الطاقم الطبي للتكفل بهن، وهذا في ظل الظروف المزرية التي تتخبط فيها العيادة نتيجة الإقبال الكبير عليها، وهي ظروف دفعت بالنساء الحوامل إلى مقاسمة الأسرة أو افتراش الأرض، رغم ما يشكله ذلك من مخاطر على النساء الحوامل، ومنها الإصابة بالأمراض المتنقلة أو نزلات البرد، في الوقت الذي يحتجن فيه إلى رعاية خاصة. وفي هذا الإطار أكدت إحدى القابلات بذات العيادة أن هذه الأخيرة أصبحت عاجزة عن استيعاب العشرات من النساء الحوامل المتوافدات من القرى النائية، وهو ما يحول دون التكفل والرعاية الجيدة بهن. وعلى الرغم من تواجد مستوصف ببلدية اغيل علي، إلا أنه يفتقر لسيارة إسعاف مجهزة من أجل نقل المرضى أو ضحايا الحوادث المنزلية، وحوادث المرور، وغيرها إلى العيادة أو إلى مستشفى أقبو. وفي ظل هذه الظروف الصعبة، يطالب سكان بلدية اغيل علي، من مديرية الصحة والسكان بالولاية والسلطات المعنية بضرورة التدخل السريع لانتشالهم من شبح الأمراض وخطر الموت، وكذا تخفيف معاناة التنقل إلى المناطق المجاورة للعلاج، وكذا إنهاء رحلة النساء الحوامل للبحث عن مركز صحي يضمن لهن الوضع في ظروف لائقة.