شهد الأسبوع الأول من الدخول المدرسي بعد العطلة الشتوية، في بلدية الدبداب الحدودية شمال ولاية إيليزي، عزوفا شبه تام عن الالتحاق بمقاعد الدراسة، بشكل يوحي بأنه كان هناك اتفاق مسبق وجماعي، وذلك لأسباب غير معروفة، وخاصة بالطورين الثانوي والمتوسط، بحيث تفاجأ الأساتذة خلال أولى أيام الدراسة، بمقاعد خالية دون سبب واضح. هذا العزوف جعل المؤسسات التربوية شبه خالية، ماعدا تواجد الطاقم الإداري فقط، وذلك على مدار أيام الأسبوع، بكل من ثانوية الشهيد روابح عبد الرحمان، وإكماليتي كريم بلقاسم وسي الحواس، وبالرغم من توفير البلدية لحافلات النقل المدرسي، والتي كان التلاميذ يتخذونها ذريعة لعدم الالتحاق بالدراسة، حتى تلاميذ الأقسام النهائية لم يستثنوا في هذا العزوف، فيما لم يكن أمام الأساتذة سوى الحضور للمؤسسات التربوية فقط. ويأتي كل هذا في ظل الصمت الغريب، وعدم تدخل جمعية أولياء التلاميذ التي تشهد نوما عميقا في ظل المشاكل التي كانت تواجه التلاميذ، من حيث النقل المدرسي في وقت سابق، لتثبت الآن عجزها تماما في عدم إقناع التلاميذ في الالتحاق بمقاعد الدراسة، وحتى الأولياء في حد ذاتهم يواجهون هذه الظاهرة بصمت غريب، إذ كانوا يلقون اللوم سابقا على عدم توفير الحافلات. فيما لم يتم التأكد من اتخاذ الإدارة لإجراءات عقابية تجاه هؤلاء التلاميذ، ومن جهة أخرى كان التحاق تلاميذ المدارس الابتدائية بشكل عادي من أول أيام الدراسة بعد العطلة.