عاد مشكل النقل المدرسي ليطرح من جديد مع الدخول المدرسي، خاصة بالبلديات النائية، أين اشتكى أولياء التلاميذ من النقص الفادح في النقل المدرسي مثلما هو الحال ببلدية تاورقة، أعفير وشعبة العامر، إذ يجد تلاميذ المتوسطات والثانويات المعنيون بالنقل المدرسي باعتبارهم يدرسون في مؤسسات تربوية بعيدة عن مقر سكناهم، مشاكل في الوصول إلى مدارسهم نتيجة النقص الكبير في حافلات النقل المدرسي من جهة، ونقص وسائل النقل الخاصة نتيجة تزاحم التلاميذ والعمال على وسيلة النقل مثلما هو الحال بقرى بلدية الناصرية، التي أكد بعض أولياء التلاميذ أن الحافلة التي خصصتها مصالح البلدية أصبحت لا تستوعب العدد الكبير للتلاميذ المتجهين إلى عاصمة البلدية للدراسة في الثانوية، وأن اضطرارهم للتنقل عبر وسائل النقل الخاصة جعلهم يتأخرون عن مقاعد الدراسة، ما أدى إلى توبيخهم وتحذيرهم من تكرار السيناريو مع البداية الرسمية لانطلاق الدروس بداية الأسبوع المقبل. نفس المشكل يطرح ببلدية أعفير التي قال العديد من مواطنيها أنها تفتقد للنقل المدرسي ويجد التلاميذ أنفسهم مجبرين على قطع العديد من الكيلومترات مشيا على الأقدام للوصول إلى مقر البلدية التي تتواجد فيها المتوسطات، فيما يضطر تلاميذ الثانويات إلى التنقل إلى غاية مدينة دلس للالتحاق بثانوياتها. وأشار محدثونا إلى أن مصالح البلدية تتحجج بغياب الإمكانيات وأن مديرية النشاط الاجتماعي لم توفد لها بعد حافلة لنقل المدرسي، فوضع تلاميذ بلدية أعفير والناصرية لا يختلف عن بلدية تاورقة التي قال مواطنوها إنهم مهمشون بصفة كلية على حد تعبيرهم، مؤكدين أن البلدية تشهد نقصا كبيرا في أساتذة اللغة الفرنسية رغم إلحاح أولياء التلاميذ على تدريس أبنائهم هذه اللغة الحية على حد تعبيرهم، فيما ذهب آخرون ببلدية شعبة العامر إلى إلقاء اللوم على تراجع النتائج الدراسية لأبنائهم على النقص الفادح في وسائل النقل، مشيرين إلى أن التلاميذ الذين يجدون أنفسهم مجبرين على التنقل إلى بلدية شعبة العامر أو ثانوية يسر وسط غياب وسائل النقل وتأخرهم عن مقاعد الدراسة التي تكون نتيجتها في أحيان كبيرة الطرد من المدرسة، والتغيب اللاإرادي خاصة في فترة الامتحانات، مطالبين السلطات المحلية بضرورة توفير النقل المدرسي مع بداية الدخول المدرسي حتى لا تتكرر النتائج الضعيفة لبعض تلاميذ قرى البلديات النائية. من جهته، أكد مصدر بمديرية التربية أن النقل المدرسي يقع على عاتق البلدية، وأن 13500 تلميذ معني بالنقل المدرسي من بينهم 6900 تلميذ في المتوسطات، وكانت مديرة التربية أكدت، خلال الندوة الصحفية التي عقدتها مع الدخول المدرسي، أنه تم تخصيص 26 حافلة تابعة لمصالح الضمان الاجتماعي و51 حافلة من وزارة التضامن الوطني، بينما أكد مصدر من مديرية النشاط الاجتماعي أن هذه الأخيرة لم تستلم بعد حافلات النقل المدرسي وأنها بصدد إعداد قائمة للبلديات المعنية بعملية التضامن المدرسي وإرسالها للوزارة الوصية.