أبدى العاهل المغربي محمد السادس، استعدادا غير مسبوق في إعادة بعث الإتحاد المغاربي، في رسالة تلقاها أمس الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أكد فيها إرادة سياسية، وأبدى من خلالها حرصا شديدا للعمل على رفع كل العراقيل الموضوعية والذاتية التي تقف في وجه مسيرة العمل المغاربي المشترك، واستكمال تشييد هذا الصرح الاستراتيجي الذي عبر حياله عن قناعة خالصة أن لا محيد عنه في أفق تبوئه المكانة الجديرة به، كتكتل وازن في محيطه الجهوي والدولي، وفي عالم لا مكان فيه للكيانات الهشة أو المصطنعة ولا تؤمن إلا بالاتحادات والتجمعات القوية. ومن دون أن يخوض ويتطرق إلى تفاصيل أكثر للعراقيل التي صرح بوجودها، وصنفها إلى موضوعية وذاتية، تعترض مجال التعاون المغاربي، أكد لأول مرة العاهل المغربي منذ توليه العرش الملكي، عزمه على مواصلة العمل سويا، إذ قال سنعمل معكم ومع أشقائنا قادة الدول المغاربية الشقيقة وفق منظور واقعي وبنّاء من أجل تفعيل مؤسسات الإتحاد المغاربي. هذا الاستعداد الذي أبداه الملك المغربي يرمي بصفة مباشرة إلى تحييد قضية النزاع في الصحراء الغربية، ووضعها على الرف في مقابل بعث الإتحاد المغاربي، على اعتبار أنه معلوم أن القضية الصحراوية شكلت دائما حجر عثرة في طريق العلاقات الجزائرية المغربية، بسبب اختلاف الرؤى، بخصوص القضية الصحراوية، في ظل الموقف الجزائري الصريح بأن القضية هي قضية تصفية استعمار. الرغبة الشديدة التي أبداها العاهل المغربي في بعث الإتحاد المغاربي، ومنه بعث العلاقات الجزائرية المغربية عبّر عنها في مضمون برقية التهنئة التي تلقاها، أمس، رئيس الجمهورية بمناسبة الذكرى التاسعة عشرة لتأسيس اتحاد المغرب العربي، جاء فيها "بمناسبة تخليد شعوبنا المغاربية بمشاعر الاعتزاز للذكرى التاسعة عشرة لتأسيس اتحاد المغرب العربي، أن أتقدم إلى فخامتكم بأحر التهاني وأصدق المتمنيات لكم شخصيا بموفور الصحة والسعادة ولشعبكم الشقيق باطراد التقدم والازدهار في ظل قيادتكم الحكيمة".