تعتبر فرقة " بي أف كا" من القلائل الذين اتجهوا إلى نوع مميز من الموسيقى وهو الروك لكن بكلمات جزائرية، على الفرق الشهيرة الأخرى والتي تعد على أصابع اليد الواحدة أمثال "دزاير" و"جزمة"، حيث يعتبر مختار، خدير، أنيس ورضا من مؤسسي هذا النوع في مدينة بوفاريك منذ سنوات عديدة، * على رغم كونهم جامعيين في تخصصات مختلفة ومتفوقين في الدراسة، إلا أن حبهم وولعهم الشديد بالموسيقى والفن جعلهم يوفقون ويقسمون أوقاتهم بين الدراسة وبين التدريبات حيث قاموا بشراء جميع الآلات الموسيقية على حسابهم الخاص وهم يؤلفون الأغاني بأنفسهم. * فرقة "بي أف كا" اختارت الغناء بالعربية، وعن ذلك يقول مغنيها مختار : "كان بإمكاننا أن نغني بالإنجليزية، ولكن اختيارنا للعربية هو اختيار ثقافي بالدرجة الأولى، لأننا عندما نغني بالإنجليزية لن نضيف شيئا إلى الربرتوار الغربي، كما أن الفرق الغربية عندما تستمع إلينا لن تجد فينا شيئا يختلف عنهم، بل سيجدوننا مجرد نسخة مكررة وغير متقنة مما عندهم، ومن هنا فقد يحتقروننا. لكننا عندما نغني بلغتنا، نفرض ذاتنا وثقافتنا وبصمتنا الفنية، وهنا يمكننا أن نأتي بالجديد". * هذا الفريق الموهوب والذي كانت له إطلالة منذ ما يقارب السنة في إذاعة البهجة، يتوقع له أن يذهب بعيدا في المجال الفني، يعاني اليوم مشكلة أساسية وهي عدم توفر مقر لإجراء التدريبات الموسيقية، الأمر الذي يعتبر عائقا كبيرا أمام تقدم وتطور الفرقة. وقال مختار صايب كاتب الكلمات والملحن للشروق : "إن الفرقة تعاني مشكلا كبيرا في مدينتنا بوفاريك وهو تخلي المسؤولين في قطاع الثقافة عنا ورفضهم مساعدتنا على رغم أن مطالبنا تتمثل في مقر فقط للتدريبات ليس أكثر، وهذا لا يكلفهم شيئا لتواجد مقرات كثيرة على مستوى البلدية، مقرات فارغة وغير مستغلة. وقد طرقنا جميع الأبواب بما فيها باب رئيس البلدية إلا أننا لم نتلق الجواب الشافي. كما أننا طلبنا مقابلته مرات عديدة لكن دون جدوى، ما ولد لدينا إحساسا بأننا غرباء وليس لنا الحق في فرض وجودنا بصفتنا شبابا يمثل مدينة لها تاريخ وعراقة في مجال الفن بمختلف طبوعه واتجاهاته، وكأننا لسنا من أبناء هذه المدينة الذين لهم الحق مثلهم مثل غيرهم من الفرق والجمعيات، في ممارسة الفن وتفجير مواهبهم لتقديم ما لديهم من إبداع". ولذلك، أضاف مختار، "فإنني باسم جميع أعضاء الفرقة أناشد وزيرة الثقافة خليدة تومي للتدخل لدى السلطات البلدية من أجل حل مشكلتنا والمتمثلة في منحنا مقرا للتدريبات الموسيقية حتى نتمكن من بلورة إبداعنا وتقديم حفلات نبين فيها ما لدينا من طاقات إبداعية في مجال الموسيقى والغناء. ولا نريد أي شيء آخر". وقال المتحدث "إن شعورنا بأننا نتعرض للحقرة في مدينتنا جعلنا في لحظة من اللحظات نفكر جديا في الهجرة، لكن حب الوطن وبصيص الأمل الذي مازال يبرق من بعيد يجعلنا نزيد من عزمنا في مواجهة أعداء النجاح في بلادنا". *