قفزت مرة أخرى قضية نمط السكن بمدينة عين أمناس بولاية إيليزي، لتحتل مجددا انشغالات المواطنين، بعد تجدد الحرائق التي تطال ما يعرف بسكنات "البرارك"، التي تعتبر السكن الأكثر وجودا بالمدينة، لاعتبارات عديدة منها سرعة إنجاز تلك البرامج السكنية، وكذا مشكل الأرضية التي تعرف بها مدينة عين أمناس، المعروفة بكونها أرضية مما يعرف بالطين المنتفخة. وهي نوعية غير مستقرة من الأرضيات. ويتطلب البناء فوقها معايير تقنية خاصة، ومكلفة لإنجاز سكنات عادية بمواد الإسمنت وغيرها. وتحصي المدينة قرابة 600 وحدة سكنية من هذا النمط، ما يستدعي تعويض كل ساكنة المدينة، في القريب المنظور بسكنات البناء العادي التي استفادت منها المدينة، المتمثلة، وفق تصريح رئيس بلدية عين أمناس في 500 سكن عمومي إيجاري، ضمن البرامج المسيرة من طرف ديوان الترقية والتسيير العقاري، حيث سيكون تجسيد البرنامج السكني المذكور أمرا في غاية الصعوبة، بالنظر إلى افتقار الولاية إلى وسائل الإنجاز، ونوعية الأرضية بالمنطقة، التي تتطلب معايير تقنية ومطابقة وحتى متابعة خاصة. وكلها اعتبارات تجعل ملف نمط السكن بإن أمناس يأخذ حيزا مهما من اهتمامات المواطنين، حيث تكون حادثة حريق مناسبة لإعادة تأجيج مشاعر الخوف لدى المواطنين، الذين تحول الشارع إلى منبر لاحتجاجهم للمطالبة بإيجاد حل لهذه الوضعية، التي دامت نصف قرن، ولا تزال، رغم الأهمية الاقتصادية التي تكتسيها المدينة، بكونها أهم مصادر الطاقة بالجزائر.
إزالة "البرارك" أفضل ما يقدمه الوالي الجديد ليس سهلا التكفل بتغيير النمط العمراني لمدينة 90 بالمائة من سكناتها بنمط البناء الجاهز، أو ما يعرف ب "البرارك"، كما هو الوضع بمدينة إن امناس، غير أن سكان المدينة يأملون أن يبادر الوالي الجديد، الذي من المقرر أن يزور المدينة خلال الأيام القادمة، بالانطلاق في تغيير هذا الوضع البائس، المخيف لسكان إن امناس، الذين يعيشون على أعصابهم في كل وقت، بسبب المخاوف من اشتعال سكناتهم في أي لحظة. وهي مخاوف لها ما يبررها، بعد أن عرف هذا الملف تأخرا كبيرا في المعالجة خلال عشرات السنين. وهاهو اليوم يتحول إلى قضية رأي عام بالمدينة، ما يجعل المسؤولين على مستوى الولاية والبلدية يضعون نصب أعينهم هذه المشكلة، قبل أن تتفاقم مطالب المواطنين تحت ضغط الشارع، حيث يعتبر أغلب سكان المدينة أن إزالة "البرارك" أفضل ما يقدمه الوالي الجديد إلى سكان المدينة.