استقطبت الأمسية الخليجية المنظمة في إطار أماسي سيرتا للشعر من طرف دائرة الكتاب والأدب الجمعة، في إطار تظاهرة قسنطينة الثقافية الكبرى بقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة بقسنطينة، جمهورا غفيرا ذواقا بامتياز، جاء من شتى ربوع الوطن، "قالمة، سوق أهراس، المدية، سكيكدة، الجزائر، وهران، قسنطينة، وغيرها"، ليستمتع ويسافر في عوالم الشعر العربي الأصيل والنبطي الجميل، ويصفق طويلا لكل القامات الخليجية والجزائرية التي نثرت أريج حروفها وكلماتها الدافئة المعبرة، من خلال تناوبها على منصة البوح، واستطاعت حقا أن تشنف آذان الجميع بمجموعة القصائد التي تنوعت واختلفت حسب قريحة كل شاعر، فكانت بعضها في تمجيد الوطن، الرثاء، المدح، العتاب، مناجاة الحبيب، التغني بالحب الطاهر، لترسم بذلك لوحة فنية أدبية رائعة. كانت البداية مع الشاعر السعودي محمد جلواح، الذي تغزل بقسنطينة، وألقى قصائد من ديوانه من بينها: "نقاء الأرض والطيف"، وذكر الحاضرين بالراحل رياض مقدم حصة "كل شيء ممكن"، الذي قال إنه كان يتابعه دائما بتفاعل كبير، وكان سببا في تعلمه اللهجة الجزائرية، وكتابته لقصيدة مؤثرة، "موت دون خروج الروح"، إلى جانب قصيدة "القلقة". أما الشاعرة سميرة عبيد القطرية، التي حضرت وحضر معها علم بلدها، فأهدت قسنطينة أبياتا شعرية، وألقت قصائد منها "نبوءة أندلسية". في حين ألقى الشاعر سلطان السبهان من المملكة العربية السعودية، قصائد تنوعت ما بين الفرح والحزن منها: "وطني، صاحب الظل، وماذا بعد؟، عطر الأيام، ودعتك الله... . أما الشاعرة سعيدة بنت خاطر من سلطنة عمان، فشاركت بقصائد نثرية وغزلية، عادت بالحضور من خلالها إلى زمن عبلة وعنتر، منها "عبس تطارد فتاها"، "بعد الأربعين"، "اقتناص" ا. وحضرت القصيدة الشعبية النبطية، المعروفة في الخليج، وتألق في إلقائها دون منازع الشاعر الكويتي خلف حمود الخطيمي الخالدي الذي أهدى لأطفال الحجارة أبياتا شعرية، إلى جانب قصائد أخرى "هذا كفي للشريف الذي دعاني، موطني، الأرض والبشر، للإشارة، فإن الأمسية الشعرية الخليجية شارك فيها من الجزائر الشاعر المميز إبراهيم صديقي الذي أهدى قصيدتين واحدة للمتنبي وأخرى لأبي نواس، إلى جانب الشاعرة المتألقة زينب الأعوج التي قرأت قصائد من مجموعتها الأخيرة "عتب الروح" مقاطع من "مرثية لقاريء بغداد"، وقصيدتها "النخلة". والشاعر الذي غاب حضورا عن الشعر وعاد إليه مرغما علي ملاحي، إلى جانب قراءات شعرية للشاعر عبد الله حمادي "امرأة من ورق التوت"، إلى جانب الشاعرة شامة درويش... .فيما غاب عن الأمسية الشعرية الشاعر العراقي "زكي أبو الزهراء". وللعلم، فإن ما ميز حقا الأمسية هو حضور متذوقة صغيرة للشعر هي التلميذة: بن سويكي رانية، البالغة من العمر 08 سنوات والتي كانت ناقدة محترفة لكل ما قدم.