ارتحل عشاق الكلمة، مساء أول أمس، بقصر الثقافة مفدي زكريا، إلى حواضر المخيال الشعبي والشعري الخليجي بأناقة كلماته وعذوبة معانيه، حيث كان شعراء خليجيون في ضيافة أولى الأمسيات المخصصة في إطار سيرتا للشعر لتظاهرة ”قسنطينة عاصمة للثقافة العربية لعام 2015”. وتداولت على ركح قصر الثقافة أسماء شعرية خليجية وجزائرية أيضا، حيث سمت القصائد بمواضيعها التي اختلفت حسب قريحة الشاعر، فاختلفت بين عتاب ورثاء ومدح لترسم لوحة فنية عنوانها الرقي الابداعي. ورفع عدد من الشعراء قصائدهم إلى الجزائر على غرار الشاعرين السعوديين سلطان السبهان ومحمد الجلواح والقطرية سميرة عبيد صاحبة ديوان البنفسج، التي ألقت بعض قصائده، حيث فسحت المجال لبروز المرأة الشاعرة خلال هذه الأمسية الشعرية. حنين الأندلس راود أيضا الشاعرة التي ألفت قصيدة منذ أكثر من 25 سنة، حيث تتخيلها غجرية وعرافة ربطت مصيرها بشروق شمس جديد لتحقق نبوءتها. أما الشاعرة سعيدة بنت خاطر من سلطنة عمان، فقد أتحفت هي أيضا مسامع الحضور بقصيدة معارضة لأحدى القصائد الشعرية للشاعر السوري الكبير نزار قباني التي نشرها في جريدة الحياة اللندنية، اإتحدث فيها عن علاقة المرأة بالشعر، كما خصصت للشاعر الذي تعتبره أستاذها قصيدة ترثي فيها شاعر المرأة، عنونتها بمعلقة ”سعيدة بنت خاطر”. وكانت القصيدة الشعبية النبطية، المعروفة في الخليج، حاضرة في هذه الأمسية، حيث تألق في إلقائها الشاعر الكويتي خلف حمود الذي لم يستثن من قصائده أيضا أبياتا شعرية خصصها لأطفال الحجارة وأخرى تحدث فيها عن ”الخذلان العربي”، حيث كتبها في 1997، حسب ما ذكره الشاعر على المنصة. وحضر مضيفو شعراء الخليج وعلى رأسهم زينب الأعوج والشاعران علي ملاحي وابراهيم صديقي الذين قرأوا بعضا من قصائدهم. وأفاد ياسر عرفات قانة، رئيس دائرة الكتاب والأدب للصحافة، على هامش الأمسية الشعرية، بأن ”هذا الفعل الثقافي يؤسس لتواصل إبداعي بين الشعراء الجزائريين والشعراء العرب”. وستتواصل الفعالية إلى غاية 31 جانفي، إذ ستستضيف كل من بسكرة وسكيكدة وقسنطينة الأمسية الخليجية التي تندرج في إطار فعالية أماسي سيرتا للشعر.