سنة كاملة تكون قد مرت هذه الأيام على مجزرة أوقاس التي عاشتها ولاية بجاية السنة الفارطة، بعد الانهيار الصخري الذي وقع بالمنطقة على امتداد الطريق الوطني رقم 9 الرابط بين ولايتي بجاية وسطيف، في شطره الرابط بين قرية تالة خالد وأوقاس. لا يزال سكان الولاية ومستعملو الطريق، يتذكرون المجزرة كلما مروا بالمكان الذي أودى بحياة 7 أشخاص من بينهم امرأتان، 6 من ولاية بجاية والسابع شاب في مقتبل العمر ينحدر من ولاية تبسة كان في رحلة إلى الولاية قبل أن تشاء الأقدار أن يرحل للأبد وتكون بجاية آخر محطة في حياته، بالإضافة إلى 15 جريحا في صفوف مستعملي هذا الطريق، كما خلفت المجزرة منذ ذلك اليوم، خوفا شديدا لدى العابرين عبر هذا المحور. المجزرة أجبرت حينها المسؤولون على مختلف مستوياتهم للخروج من مكاتبهم حيث اتهموا آنذاك الرياح والأمطار والطبيعة ككل بالوقوف وراء تلك الكارثة حتى يتهربوا من مسؤولياتهم وواجباتهم فيما يتعلق بحماية مستعملي الطرقات من مثل هذه المخاطر، حتى أنهم استنجدوا بالخبراء لإقناع الرأي العام، الأمر الذي دفع أيضا بوزير القطاع آنذاك إلى التنقل إلى بجاية، حيث حلّ بها بعد بضع ساعات فقط من وقوع المجزرة التي هزت بيوت كل الجزائريين .
وبعد الكارثة تقرر أخيرا حماية مستعملي هذا الطريق من خطر الصخور التي تتساقط على رؤوسهم، حيث انطلقت الأشغال التي باشرتها المؤسسات المكلفة بالإنجاز بمعية مصالح الأشغال العمومية، بعدما تم إعادة فتح مقطع من الطريق الذي سدته الصخور والتربة أمام حركة المرور. وقد تم فتح وتنظيف جزء من الطريق ذي ثلاثة أروقة ثنائي الاتجاهات، ويتعلق الأمر بالطريق المطل على البحر باتجاه عاصمة الولاية، كما أن الطريق الموازي في أدنى الجبل، بقي منذ ذلك اليوم مغلقا في وجه حركة المرور إلى غاية الانتهاء من المشروع المبرمج. ويتعلق الأمر، حسب مسؤول بقطاع الأشغال العمومية، بإزالة الصخور الآهلة للسقوط كمرحلة أولى، لتأتي مرحلة إنجاز ثقوب عبر واجهة الجبل المقابلة للطريق الوطني رقم 9 بغرض تنصيب سياج خاص يوضع على أربعة طوابق أعلى الطريق بطول 30 و60 و50 و40 مترا، كتقنية جديدة تستخدم لأول مرة على مستوى الوطن للحد من خطر انزلاق الصخور، كما من المنتظر استخدام والاستعانة بمروحيات لوضع وتثبيت طوابق هذا السياج وهي المرحلة التي ستنطلق يوم 14 من هذا الشهر علما أن جل المعدات اللازمة لهذه العملية قد وصلت إلى ميناء بجاية، ومباشرة بعد الانتهاء من عملية وضع وتثبيت السياج تأتي مرحلة بناء جدار إسمنتي- صخري بطول 100 متر وبعرض 8 أمتار وبعلو قدر ب11 مترا لتأتي عملية ضخ 5700 متر مكعب من الخليط الإسمنتي كآخر عملية، ومن المنتظر أن تنتهي جل هذه الأشغال ويعاد فتح الطريق بصفة كاملة مع بداية شهر جوان المقبل على أقصى تقدير، وهو ما سيسمح باستقبال موسم الاصطياف المقبل في أحسن الظروف.