دعا رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد مواطنيه، السبت، إلى التبرع لصندوق مكافحة الإرهاب، وذلك بعد أقل من أسبوع على هجوم غير مسبوق على منشآت أمنية في بن قردان قرب ليبيا. وجاء في بيان للحكومة، أن الصيد دعا أعضاء الحكومة وكبار موظفي الدولة "إلى التبرع بيوم عمل لفائدة صندوق مكافحة الإرهاب". وأضاف البيان، أنه "حث موظفي وأعوان الدولة وسائر المواطنين على الانخراط في هذه المبادرة دعماً للمجهود الوطني في مقاومة آفة الإرهاب". وكان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي زار مركز البريد في وسط تونس العاصمة لتقديم راتب شهر إلى هذا الصندوق، مشيراً إلى أن ما قدمه "مشاركة رمزية لدعم المؤسستين الأمنية والعسكرية"، كما جاء في بيان للرئاسة. ودعا السبسي "كل التونسيين داخل وخارج أرض الوطن لدعم مجهودات الدولة في حربها على الإرهاب". وقد هاجم عشرات الجهاديين المدججين بالسلاح، فجر الاثنين، ثكنة عسكرية ومركزاً للشرطة ومركزاً للحرس الوطني في بن قردان. وجاء في حصيلة رسمية، أن 49 "إرهابياً" قتلوا وأن تسعة اعتقلوا خلال الهجمات والعمليات الأمنية التي تلت الهجوم. ولم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن تلك الهجومات، لكن السلطات عزتها إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، المتهم بالسعي إلى إقامة "إمارة" في هذه المنطقة القريبة من الحدود مع ليبيا. ومنذ ثورة 2011، تواجه تونس تنامي التيار الجهادي المسؤول عن مقتل عشرات من عناصر الشرطة والجنود والسياح، لكن حجم هجمات الاثنين كان غير مسبوق.