تصاعد العداء للديانة الإسلامية مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية والمقررة بداية الشهر القادم. وقد استنكر أساتذة جامعيون هذا الوضع في عريضة وقعوها مؤخرا، حيث أكدوا فيها أن المعتقد الديني للمرشح للرئاسة لم يسبق أن أثير بهذا القدر من التحريف منذ انتخاب جون كينيدي عام 1960 . * واستشهدت العريضة تحديدا ب "التأكيدات الكاذبة لمجموعات متطرفة بأن باراك أوباما مسلم". وذكر الأساتذة الجامعيون في مذكرتهم أن هذا يندرج ضمن حملة كراهية معادية للإسلام تغذي الأفكار المسبقة ضد الأمريكيين الذين يدينون بالإسلام وعددهم يقدر بين مليونين وسبعة ملايين من أصل تعداد سكاني إجمالي قدره 305 ملايين نسمة. * وقال المتحدث باسم مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية ابراهيم هوبر إن حجم الافتراءات بحق الإسلام والمسلمين بلغ حدا بات يجعل المرشحين للرئاسة يترددان في إجراء اتصالات مع المجموعة المسلمة خشية التعرض لهجمات خصومهما. * وكان وزير الخارجية الأمريكي السابق كولن باول قد ندد بهذا التطرف الذي يتعرض له المسلمون في الولاياتالمتحدة، حيث قال عند إعلان دعمه للمرشح الديمقراطي باراك أوباما "هل من مشكلة في أن يكون المرء مسلما في هذا البلد؟ الجواب هو لا"، مبديا استياءه لسماع مسؤولين كبار في الحزب الجمهوري يوحون بأن أوباما مسلم قد يكون على ارتباط بمجموعات إرهابية. وتسربت شائعات تفيد بأن أوباما من أتباع الإسلام، غير أن المشرفين على حملته نفوا ذلك وأكدوا أن سناتور ايلينوي الذي سيكون في حال انتخابه في الرابع من نوفمبر أول رئيس أسود للولايات المتحدة، مسيحي منحدر من والد كيني وأم أمريكية بيضاء وقضى قسما من طفولته في اندونيسيا. * وما زال 12 % من الناخبين يعتبرون أوباما مسلما ردا على سؤال حول انتماء المرشح الديني، بالمقارنة مع 13 % في جوان الماضي، بحسب استطلاع للرأي أجراه مركز بيو للأبحاث. * وحسب استطلاعات الرأي التي أجراها، فإن الأمريكيين العرب يدعمون المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية باراك أوباما لأنه يناهض في خطابه سياسات التمييز التي اتبعتها إدارة جورج بوش ضدهم منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر. * ومن جهة أخرى، أدلى الرئيس جورج بوش وزوجته لورا بصوتيهما لاختيار مرشحهما للرئاسة خلال عملية تصويت مبكرة. وقال بوش ولورا إنهما يأملان في أن يتغلب الجمهوري جون ماكين على منافسه الديمقراطي باراك أوباما ليصبح الرئيس الرابع والأربعين في الانتخابات التي ستجري في الرابع من نوفمبر. غير أن آخر استطلاعات الرأي تشير إلى تقدم المرشح الديمقراطي على منافسه الجمهوري، حيث وصل الفارق بينهما إلى 12 نقطة كما انضمت شخصيات جمهورية إلى صف أوباما وبينها أعلن سكوت ماكليلان، المتحدث السابق باسم جورج بوش. وأصبح ماكليلان ثاني مسؤول سابق رفيع المستوى في إدارة بوش يقدم دعمه صراحة لصالح الديمقراطي. ففي نهاية الأسبوع الماضي قال وزير الخارجية السابق كولن باول إن أوباما هو السياسي الوحيد القادر على إحداث تغييرات في الولاياتالمتحدة. * وحصد ماكليلان سمعة واسعة بعد توجيه انتقادات حادة لبوش وإدارته لدى مغادرته البيت الأبيض ونشر كتابا بعنوان "ما حصل: في قلب البيت الأبيض أيام بوش وثقافة التضليل الإعلامي في واشنطن". أكد من خلاله على انه تم تضليل الشعب الأمريكي وإقناعه عنوة بضرورة غزو العراق عبر "الحملة السياسية الدعائية" التي تهدف إلى "التلاعب بمصادر الرأي العام".