أبدع شباب متطوع في بلدية الهامل في تغيير ديكور أحيائهم ورسم صور أخرى غير مشاهد الأوساخ والفضلات المتراكمة في زوايا الأحياء وفي شوارعهم، ليحولوها إلى لوحات فنية مفتوحة على الهواء الطلق. لطالما شكلت أحياء المسيلة، “ديكورا أسود” يشوّه المنظر العام بسبب تحوّلها إلى مكان لرمي الفضلات، ناهيك عن الروائح المنبعث منها، لأن البعض حوّلها إلى “مرحاض عمومي” دون حرج، ما يدفع الكثيرين إلى أخذ صورة سوداء على أحياء المسيلة. غير أن مجموعة من الشباب المتطوع في عدد من الأحياء الشعبية تبنوا فكرة مبتكرة للتغيير، ونجحوا في تحويل بعض أحياء الولاية إلى تحف فنية تنبض بالألوان، بعد أن قاموا بتنظيفها، ليطلقوا العنان لريشتهم، ولو أنهم ليسوا خريجي مدرسة الفنون الجميلة أو المعاهد الفنية. التقت "الشروق" بصاحب الفكرة وهو الشاب المبدع رضوان ابن الحاج رزقي ببلدية الهامل الواقعة غرب جنوب مدينة بوسعادة ب 10 كلم، والتي تعتبر منطقة سياحية بامتياز كون الزاوية القاسمية تقع هناك وعدة معالم أخرى. بدأت المبادرة في حي أولاد سيدي أحمد العريق، أمام مسجد الصلاح المعروف وطنيا تحديدا، حيث قام أبناء الحي، بالتنسيق مع الشباب للعمل التطوعي، بطلاء الجدران المتواجدة بالقرب من المسجد وحوّلوها إلى فسيفساء من الألوان تنبض بالحياة. واستحسن سكان الحي المبادرة وقالوا “بإمكانيات قليلة يمكننا أن نحدث التغيير، وجميل أن يتعلم شبابنا أن نظافة الحي وجماله مسؤولية ساكنيه قبل أن تكون مسؤولية البلدية والسلطات”، يقول النمس عبد القادر، أحد سكان الحي. وقال آخر "النظافة من الإيمان والوسخ من الشيطان" هذا ما تعلمنا من مساجدنا والأحرى بنا أن نطبق حديث الرسول عليه الصلاة والسلام، وهو ما ذهب إليه أحد زوار الحي الذي قال إنه لم يتعرف على المكان الذي يجتازه مرة في الأسبوع كونه غير مقيم بالحي، حتى أنه ظن بأنه أخطأ الطريق حيث قال “لم أصدق أن الحي هو نفسه الذي كنت أعاني لاجتيازه، آمل أن تكون هذه المبادرة بداية جديدة لتنظيف أحيائنا وتبني سلوكيات حضارية”. المشهد نفسه تكرر في أعالي حي الزيتونة بنفس البلدية، وكذا في راس العين، حيث أبدعت أنامل الشباب صورا فنية. فمن قال إن شبابنا يفتقدون للسلوك الحضاري؟