اندلعت، ليلة الاثنين، مواجهات طاحنة، بين عدد من الشبان المنحرفين وطلبة جامعيين بالإقامة الجامعية ببوزران بباتنة، خلفت 26 جريحا، وصفت حالة بعضهم بالحرجة، جراء المشادة العنيفة التي استخدمت فيها الآلات الحادة والحجارة والهراوات وحتى السواطير التي تهاطلت من الباب الخلفي للإقامة. وكانت الأحداث بدأت نحو الساعة العاشرة ليلا، حيث تعرض طالب كان متوجها إلى الإقامة لمضايقة فاعتداء ارتكبه ضده عدد من الشبان، الذين كانوا يتعاطون الخمور وراء سور ملعب أول نوفمبر. وقد حاول طالب آخر من نفس المنطقة التي ينتمي إليها، نجدته، لكنه تعرض للضرب المبرح فتجمهر عدد من الطلبة المقيمين واستنجدوا بزملائهم بإقامات حملة وفسديس، وقد قدم بعضهم في حافلة، ونشب شجار بين الطلبة والمنحرفين خارج الإقامة وسادت أجواء حرب شوارع حقيقية بين الطرفين لتتدخل قوات مكافحة الشغب للسيطرة على الوضع، فالتزم الطلبة داخل إقامتهم غير أن المهاجمين سرعان ما استنجدوا برفاقهم وعادوا بأكبر عدد، مدججين بالعصي والسلاسل والقضبان الحديدية، وهاجموا مدخل الإقامة الجامعية محطمين المقصورة الرئيسة وسيارة مركونة في الخارج، غير أن أعوان الأمن والطلبة تمكنوا من صدهم مجددا، في الوقت الذي حاول فيه عدد منهم اقتحام الإقامة عبر الباب الخلفي فأعجزهم غلقه لتندلع مناوشات من وراء الجدران، تبادل فيها الطرفان مختلف أنواع المقذوفات، في حين أمطر المهاجمون الطلبة بآلات حادة، ما خلف حالة رعب وذعر كبير. وأحصت إدارة الإقامة إصابة 26 طالبا بجروح متفاوتة الخطورة، نقل بعضهم إلى المستشفى لتلقي الإسعافات قبل إعادتهم إلى الإقامة وتم الاحتفاظ بطالبين في المستشفى. وقامت مصالح الشرطة التي تمكنت من استعادة الهدوء تدريجيا بتوقيف عدد من المتورطين في الأحداث والتحقيق معهم بعد ملاحقتهم داخل الشوارع والأزقة التي فروا عبرها داخل حي بوزوران. وقد عاد أمس الثلاثاء الهدوء إلى هذه الإقامة التي لم يسبق أن عرفت أحداثا مثل التي شهدتها أول أمس، تزامنا مع إصدار مختلف التنظيمات الطلابية بيانات أجمعت على ضرورة توفير الأمن للطالب.