ينظّم قسم الفنون لكلية الآداب والفنون بجامعة وهران في السابع عشر والثامن عشر من الشهر الجاري ملتقى أكاديميا يفتح حوارية بين المسرح وعناقيد المعارف في موعد مثير للاهتمام ويلوح دسما خصوصا مع اهتمامه بمنظومة الجمهور والأسئلة الهاجسة في الجزائر. في وثيقة حصل عليها "الشروق أون لاين، أفيد أنّ المحفل الذي ستحتضنه جامعة "السانية" سيقارب موضوعة "حوارية المسرح والمعارف الإنسانية" عبر ثلاثة محاور: المسرح والعلوم الإنسانية، المسرح والعلوم، والمسرح وتكنولوجيات الإعلام والاتصال. وجرى التنويه أنّ الملتقى جاء ليدعو إلى ربط المسرح كحقل جمالي وفكري متشابك بامتياز بمختلف الجماليات والتخصصات المعرفية والفنية والتقنية والتكنولوجية، حتى يبني أب الفنون ذاته ويستطيع مواكبة الأذواق والتطلعات المتسارعة والمتداخلة والمتناقضة للجمهور الآني والمستقبلي. وتمت الإحالة إلى أنّه وسط التغيرات والتحولات المتسارعة، بات إلزاميا دخول الفنون المسرحية والمشهدية في حوارية مع مختلف الفنون الأخرى والعلوم الإنسانية والتقنيات الحديثة حتى تواكب المستجدات، وتعبّر عن المتطلبات الإنسانية وإيقاعات الحياة المعاصرة بكل تخصصاتها وتنوعاتها. وتضمّ اللجنة التنظيمية التي يرأسها د. "لخضر منصوري"، نخبة من الدكاترة والأساتذة، في حين تشهد اللجنة العلمية حضور د. "سليمان عشراتي" كرئيس شرفي، إلى جانب كوكبة من الأكاديميين وهم تواليا: أحمد حمومي، صفية مطهري، سيد أحمد صياد، ناصر اسطنبول، عيسى رأس الما، خيرة حمر العين، بنكاع بن ذهبية، فتيحة الزاوي، عبد الحليم بن عيسى والعيد ميراث.
مسالك الحوارية يخوض العرس العلمي لجامعي الباهية في مسالك الحوارية وتعاطي الفيلسوف واللغوي والمنظّر الأدبي الروسي "ميخائيل باختين" (17 نوفمبر 1895 – 7 مارس 1975) الذي غاص في العمق النصي وتعدديته الصوتية، كما شرّح بنيته وحدوده وظائفه وسياقاته، مشاكله وتعتيماته، متكئا على تشبعه المعرفي بالموسيقى، الأدب، الفلسفة، علم النفس، علم الاجتماع والتاريخ، ما جعل "باختين" يتفنن في إدراك ما في النص، ويقتحم صوامت الثقافة الغربية التي كانت تتخبط في أزمات معرفية وإنسانية كبيرة، جراء تمسكها بالعقلانية الفجة. وفي اصطلاح "باختين، عرف مفهوم التناص أو الحوارية صدى متجددا في الإنتاج الغربي والعربي على حد سواء، وما تزال علاماته بارزة إلى اليوم، تبعا لتأكيد اللساني الروسي أنّ كلامنا ما هو إلا خطاب الآخر في لغة الآخر، وهي الجملة التي اختزلت كل التحولات ومهّدت لانتقالات العالمة اللسانية الفرنسية "جوليا كريستيفا" (74 عاما) ومواطنها الناقد والمنظّم البنيوي "جيرار جينيت" في سباحته عبر المتعاليات النصية ومعانقته حدود الحكاية والشعرية الخالصة.