وزير الشؤون الدينية والأوقاف: ابو عبد الله غلام الله بادرت مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية الجزائر بمعاقبة الأئمة المتأخرين عن الإشادة بثورة أول نوفمبر يوم الجمعة الماضي، حيث دعتهم الأربعاء، إجباريا لحضور ندوة "البعد الروحي في ثورة التحرير من خلال التحضير والبيان"، وقد قررت محاسبة كل المقصرين أمام المجلس العلمي وخصم رواتب المتغيبين عن ندوة أمس. * * وزارة الشؤون الدينية تصف ما حدث بالخيانة الوطنية * * تعرّض أئمة الجزائر العاصمة الأربعاء، إلى محاكمة غير معلنة من قبل وصايتهم مديرية الشؤون الدينية والأوقاف، التي اختارت خطابا حادا لمخاطبتهم بدار الإمام، بعدما ثبت أن عددا من الأئمة فوتوا موعد الجمعة الماضي، دون الحديث عن مآثر ثورة التحرير في ذكرى الفاتح نوفمبر، الأمر الذي بلغ الوصاية على أنه بلبلة وتشكيك في ثوابت الأمة، على خلفية الجدل الذي فتح بخصوص عدد الشهداء والعلم الوطني. * ولتدارك ما سها عنه بعض الأئمة أو تعمدوا تجاوزه، نظمت مديرية الشؤون الدينية لولاية الجزائر ندوة تاريخية حول الثورة، شاركت فيها جمعية مشعل الشهيد وجمعية كبار معطوبي حرب التحرير، وقد كلف ناظر الشؤون الدينية للعاصمة لزهاري مساعدي، مفتشي المقاطعات الإدارية باستدعاء الأئمة بالاسم وتكليفهم بالحضور الإجباري للندوة، حيث وضعت قائمة الحضور على مدخل دار الإمام، بل لم يسمح حتى بالتأخر وحدّد موعد التواجد بالمكان على الساعة التاسعة صباحا. * وكانت الفرصة لناظر الشؤون الدينية لتذكير الأئمة ببعض المخالفات التي يرتكبونها أثناء تأدية مهامهم، وذهب المفتش العام لوزارة الشؤون الدينية، الذي حضر نيابة عن الوزير غلام الله، أبعد من ذلك باستعمال لهجة حادة في قضية تجاوز ذكرى نوفمبر التي كادت ترقى إلى مصاف "خيانة وطنية"، بالنظر لما خص به الأئمة من خطاب. * وحملت رسالة مفتش الوزارة كثيرا من اللوم للأئمة كاد يتحوّل إلى تهم بائنة من خلال تحميلهم مسؤولية الخروج عن الخط العام والنهج المسجدي المسطر من قبل الوزارة، ما يبعث، حسب ممثل غلام الله، على التشويش على المواطنين ووحدة الصف الوطني ويفتح الباب للخلاف والتشكيك في ثوابت الأمة. * وجاءت هفوة الأئمة هذه المرة على خلفية الجدل الذي اندلع من قبة البرلمان بعد تصريحات نائب من حزب سعيد سعدي، عندما شكك في حقيقة عدد شهداء الثورة. * إضافة إلى ما قيل حول الراية الوطنية وروح الجهاد في ثورة التحرير، ما لم تفوته مصالح غلام الله، حيث اعتبر المفتش "المسجد في الجزائر صانعا للرأي العام". * وسيمر قرابة 500 إمام وخطيب بالعاصمة للتحقيق أمام المجلس العلمي ابتداء من الأسبوع المقبل، للمساءلة على ما اقترفوه، حسب لزهاري مساعدي.