سجّلت، أمس، معظم ولايات الوطن، ارتفاعا قياسيا في درجات الحرارة، ما خلق حالة استنفار لدى المواطنين باعتكافهم في المنازل واستنجادهم بأجهزة التبريد أو التوجّه نحو الشواطئ على مستوى الولايات الساحلية. حرارة غير موسمية، تمّ تسجيلها بعدّة ولايات، أرجعت إلى الأذهان، سيناريوهات عزّ الصيف والمعاناة مع الحرارة الفائقة، إضافة إلى تخوّفات من امتداد موجة الحرّ إلى شهر رمضان الذي لم يعد يفصل عنه إلاّ بضعة أيّام. التقلّبات المناخية المفاجئة غيّرت الانطباعات لدى الجزائريين الذين يتتبّعون النشرات الجويّة ويتوقّعون تغيّرات كلّ أسبوع، إذ وبعدما تمّ تسجيل تساقط كميّات من الأمطار خلال الأسابيع الماضية وانخفاض في درجات الحرارة، اختلف الأمر بداية من أمس، بتسجيل ارتفاع محسوس خصوصا على مستوى الولايات الداخلية، وبدت الشوارع والأحياء خاوية على عروشها أمس، حسب تقارير مراسلي "الشروق" بسبب عدم مغادرة الأغلبية لمساكنهم تجنّبا لأشعة الشمس المحرقة، كما أنّ عددا من أصحاب المحلاّت أحجموا عن النشاط لتجنّب حرارة الطقس، كما بدأ استعمال أجهزة التبريد مبكّرا هذا العام لتلطيف الأجواء. أمّا على مستوى الولايات الساحلية، فقد توجّه عدد كبير من الأشخاص نحو الشواطئ للسباحة والاستجمام، حيث أظهرت مختلف الشواطئ مشاهد موسم الاصطياف من خيم وشمسيات وازدحام للسيارات رغم أنّ الافتتاح الرسمي لم يتّم بعد، حيث لا تزال هذه الشواطئ غير محروسة، إلاّ أنّ ارتفاع درجات الحرارة جعل جموع المواطنين لا يبالون بمخاطر الغرق، بقدر اهتمامهم بالفرار من أشعّة الشمس والحرارة غير العادية. ويخشى الكثيرون الصوم في مثل هذه الأيّام نظرا إلى المشقّة المتوقّعة لا سيما أنّ العطلة الصيفية لن تنطلق بالنسبة لأغلب الموظفين إلاّ بعد شهر رمضان. أمّا مترشّحو البكالوريا فقد نال منهم الخوف هم كذلك من احتمال ارتفاع درجات الحرارة خلال الأسبوع المقبل، التي قد تؤثّر على لياقتهم البدنية ومعنوياتهم وقدراتهم على التركيز والإجابة في الامتحانات.
موجة الحر تقتل عاملا إسبانيا وتدخل آخر في غيبوبة بورقلة لقي، أول أمس، عامل إسباني في العقد الرابع من العمر، مصرعه، في ورقلة، متأثرا بضربة شمس قوية، فيما تعرض زميل له من نفس الجنسية هو الآخر لضربة شمس. وحسب تصريح مصدر موثوق ل"الشروق"، فإن الضحيتين الإسبانيين يعملان بمشروع ترامواي ورقلة، منذ بدايته بتفان وإتقان كبيرين في العمل، وتزامنا مع الارتفاع غير الطبيعي لدرجة الحرارة بعاصمة الجنوب الشرقي هذه الأيام، أين تجاوزت ال 50 درجة مئوية تحت الظل، وكان العامل الأساسي في وفاة العامل الاسباني ودخول زميله في غيبوبة تامة، حيث سقطا العاملان بورشة المشروع المذكور مغمى عليهما وقت الظهيرة، ليتم نقلهما من قبل أعوان الحماية المدنية إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى محمد بوضياف وسط المدينة، لتلقي العلاج اللازم، غير أن أحدهما فارق الحياة في الطريق ودخل الثاني في غيبوبة تامة دامت ساعات بيد أنه نجا من الموت بأعجوبة بعد إسعافه من الفريق الطبي المناوب، فيما سارعت مصالح الأمن إلى فتح تحقيق في الواقعة لمعرفة ملابسات الوفاة.