تسببت موجة الحر الشديدة التي اجتاحت البلاد في وفاة شخصين نتيجة العطش الشديد، فيما جرى نقل مئات الأشخاص إلى المستشفيات لإسعافهم، كما سجلت مصالح مديرية الغابات 34 حريقا نشبت في 17 ولاية من الوطن الساحلية والداخلية منذ يوم الجمعة الفارط بسبب موجة الحر التي فاقت ال40 درجة وذلك في انتظار الانخفاض التدريجي لدرجات الحرارة بداية من اليوم، فيما حذرت وزارة الصحة من التعرض لأشعة الشمس سيما وأننا في شهر رمضان. توفى شخص بعد تعرضه لنوبة قلبية مفاجئة جراء الحر الشديد بمجرد عودته من جنى محصول »الحمص«، داخل أحد الحقول الواقعة شمال شرق ولاية تلمسان، فيما لقى حارس مصنع للزفت حتفه لنفس الأسباب حيث عثر عليه جثة هامدة داخل المصنع، كما تم تسجيل مئات الإصابات باختناقات وأزمات قلبية ناجمة عن عدم تحمل الحرارة الشديدة خاصة في أوساط المسنين والمصابين بأمراض مزمنة كالربو وأطفال حاولوا الصيام. واعتبر المدير العام للغابات محمد الصغير نوال أن موجة الحر التي تعيشها ولايات الشمال هي حرارة استثنائية وهو ما تسبب في اندلاع 34 حريقا في 17 ولاية شمالية خاصة الساحلية منها، كانت أبرزها ولاية تيبازة في المرتبة الأولى بتسجيلها ل 6 حرائق وجيجل ب 5 حرائق وولايتي بومرداس والبليدة ب3حرائق في كل منهما إلى جانب ولايات المدية وتيزي وزو، تيسمسيلت، البويرة وبجاية، كما أكد المتحدث أن كافة المصالح المعنية من غابات وحماية مدنية وجماعات محلية هي حاليا مجندة لمتابعة الوضع في هذه المناطق. من جهة أخرى شهدت شواطئ ساحل الجزائر العاصمة توافدا معتبرا للمواطنين يومي الجمعة والسبت بغرض السباحة والاستجمام بشواطئ بلديات عين البنيان والرايس حميدو واسطاوالي والواجهة البحرية لبرج الكيفان بسبب ارتفاع درجة الحرارة التي تعرفها منطقة وسط البلاد ومناطق أخرى. وفي هذا السياق عرفت شواطئ العاصمة مثل شواطئ بلدية عين بنيان غرب الجزائر العاصمة توافدا كبيرا للمواطنين والعائلات من اجل الاستجمام والسباحة حيث تهاطل المئات من المواطنين على شاطئ البهجة بذات البلدية الذي عرف انتعاش في نشاط كراء المظلات الشمسية والكراسي وموقف السيارات حسبما أفاد به المكلف بحراسة حظيرة السيارات بشاطئ البهجة وقال نفس المتحدث انه »على غير العادة لم تمتلئ الحظيرة بهذا الكم من السيارات القادمة من مختلف مناطق الوطن منذ بداية موسم الاصطياف الجاري الذي يتزامن وشهر رمضان« مشيرا إلى أن الاستثناء اليوم مبرره ارتفاع درجة الحرارة مقارنة مع الأيام الماضي نفس الأجواء كذلك عرفتها مختلف شواطئ العاصمة و كذا الشواطئ بولاية بومرداس التي شهدت إقبالا كبرا لمواطني الولايات المجاورة خاصة خلال السهرة التي امتدت إلى ساعة متقدمة من الليل. وكان الديوان الوطني للأرصاد الجوية توقع ارتفاعا محسوسا في درجات الحرارة القصوى ابتداء من اليوم الجمعة تصل إلى 40 درجة مئوية بالمناطق الساحلية الوسطى وقد تتعدى 43 بالمناطق الداخلية الغربية، ويرتقب أن تشهد درجات الحرارة تراجعا طفيفا على مستوى المناطق الغربية والوسطى ابتداء من اليوم لتعود إلى معدلها الفصلي بداية من الغد بالمدن الشرقية للوطن. من جهتها دعت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات في بيان لها المواطنين إلى اتخاذ الإجراءات الوقائية الضرورية لتجنب موجة الحر المعلن عنها من خلال غلق نوافذ المنازل المعرضة للشمس وتفادي الخروج في الأوقات الأكثر حرارة مع شرب كمية معتبرة من الماء وتفادي المشروبات التي تحتوي على نسبة معتبرة من السكر أو الكافيين.