قتل 23 مدنياً على الأقل وأصيب العشرات بجروح جراء غارات روسية مكثفة استهدفت ليلاً مدينة إدلب في شمال غرب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الثلاثاء. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس: "قتل 23 مدنياً على الأقل وأصيب العشرات بجروح جراء غارات مكثفة شنتها طائرات روسية ليلاً على أحياء عدة في مدينة إدلب" مركز محافظة إدلب التي يسيطر عليها "جيش الفتح"، وهو تحالف من عدة فصائل من المعارضة السورية. وأضاف عبد الرحمن، إن هناك سبعة أطفال بين القتلى ومن المرجح أن يرتفع العدد. وبحسب عبد الرحمن، فإن "سرباً من الطائرات نفذ الغارات في وقت واحد على مناطق عدة في المدينة بينها مكان يجاور مستشفى"، لافتاً إلى أن "هذا القصف الجوي هو الأعنف على المدينة منذ بدء سريان وقف الأعمال القتالية في 27 فيفري". وأفادت صفحة الدفاع المدني السوري في محافظة إدلب على موقع فيسبوك، أن عمال الإنقاذ بذلوا جهوداً أثناء الليل للبحث عن الضحايا وعثروا على أحياء بين أنقاض مبان دمرها القصف بينهم طفل. ورغم أن الاتفاق الذي تم توصل إليه بموجب تفاهم روسي أمريكي وبرعاية الأممالمتحدة يستثني مناطق سيطرة جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، لكن مدينة إدلب شهدت وفق عبد الرحمن "هدوءاً نسبياً في ظل غارات متقطعة" منذ بدء الهدنة. وأعلنت روسيا في وقت سابق، إنها كانت ستبدأ الأربعاء الماضي ضرب مقاتلي جبهة النصرة، لكنها عادت وأعلنت تأجيل بدء القصف بغرض إتاحة الوقت أمام المعارضة لكي تنأى بنفسها من "المقاتلين الإرهابيين في جبهة النصرة". وتسيطر فصائل "جيش الفتح" التي تضم النصرة وفصائل إسلامية أبرزها حركة أحرار الشام منذ الصيف الماضي على محافظة إدلب بشكل شبه كامل. وبات وجود قوات النظام يقتصر فقط على قوات الدفاع الوطني ومسلحين موالين في بلدتي الفوعة وكفريا ذات الغالبية الشيعية. وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ العام 2011 بمقتل أكثر من 280 ألف شخص وتدمير هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.