لم تمر الحصة المتلفزة قبل أيام والخاصة بالذكرى الخمسين على تأسيس فريق جبهة التحرير مرور الكرام، دون أن تحدث ردات فعل عنيفة، خاصة بالنسبة لأولئك الذين صنعوا أمجاد الفريق وعاشوا أحلى وأصعب الأيام في فريق كانت إقامته الأسفار والملاعب من أجل التعريف بالقضية الجزائرية والحصول على الدعم المالي والسياسي لأبطال ثورة نوفمبر الخالدة. ومن أجل نفض الغبار على ما لم يذكر في تلك الحصة، وتنويرا للرأي العام، سعت "الشروق" للالتقاء بأشهر لاعب في فريق جبهة التحرير، والذي كان يلعب قلب دفاع منذ نشأة الفريق إلى غاية الاستقلال، إنه المجاهد واللاعب "بن حمزة لزهر" الذي حظي باستقبال خاص سنة 1957 من طرف الملك العراقي، ثم الملك الأردني، حسب الشهادات المصورة اعترافا من الملكين بالمستوى الكبير للاعبي جبهة التحرير.. وبخصوص نشأة الفريق وتكوينه، يؤكد "بن حمزة" أن الأمر كان قبل سنة 1958، حيث أوضح أنه مع أواخر 1955، البداية كانت بسوق اهراس رفقة المجاهد عباس لغرور، وجاء مرسولان من منطقة تبسة وهما "يحيى سوايدية" و"نذير ملوخية"، مبعوثين من طرف المجاهد "محمود ڤنز"، يبحثان عن لاعبين في كرة القدم، حيث وقع الاختيار على "بن حمزة لزهر" والذي قال "أوصلوني قرية القلعة (بتونس) ثم تونس العاصمة"، حيث كان في استقباله العقيدان بن طوبال وأوعمران وعبد الحميد مهري وقاسي السعيد وإبراهيم مزهودي، وبعد التعارف ولقاءات أولية حضر مدرب الفريق سنة 1956 اسمه صالح سعيدي وخيرة اللاعبين المحليين وعلى رأسهم -حسب الصورة- علي دودو (عنابة)، كحلاوي لخميسي (بسكرة)، عبد المجيد موساوي (تبسة)، لخضر اللاك (تبسة)، كريمو (العاصمة) ومصطفى سبطانجي وغيرهم كثير -حسب الصورة- وبعد تريبات قاربت الشهر، كما قال السيد بن حمزة، كان التوجه إلى المغرب ثم ليبيا ثم مصر سنة 1957 وسوريا والعراق ثم الأردن والكويت، حيث أجرى الفريق في كل بلد 03 مقابلات مع فرق وطنية ونوادي مشهورة، وقد حظيَ الفريق في 1957 بتكريمين من الملكين العراقي والأردني (حسب الصورة) وفي سنة 1958، كما ذكر بن حمزة أن العقيد بن طوبال اقترح فكرة تدعيم فريق جيش التحرير بلاعبين محترفين أمثال عبد الحميد كرمالي، رشيد مخلوفي، مصطفى زيتوني وعريبي، وبعد مفاوضات واقتراحات مطولة تم تكوين فريق من المحترفين ولم يتم قبول إلا بن حمزة لزهر وعبد القادر زرازة من اللاعبين المحليين رفقة اللاعبين المغتربين، حيث سجل الفريق اسمه بأحرف من ذهب سواء من حيث المستوى الكبير الذي نال به الشهرة العالمية ومكن الفريق آنذاك من إيصال صوت الجزائر خفاقا في العالم العربي والأوروبي من خلال اللقاءات التي أجريت، خاصة في روسيا، تشيكسلوفاكيا، اليابان، الأردن، العراق، مصر... إلى غاية الاستقلال، حيث اختار كل لاعب -كما قال عمي لزهر- العودة إلى مسقط رأسه، "وقدمنا خدمات مختلفة للكرة الجزائرية مع الأندية الجزائرية، حيث شرعت في تدريب فريق اتحاد تبسة 25 سنة، وكونت لاعبين كبارا يعرفهم العام والخاص، أمثال نصر الدين دريد، مقراني، كواشي، الدو محمد علي، وغيرهم... "ومع ذلك -كما يقول أحد صانعي فريق جبهة التحرير الوطني- نهمش في الذكرى ال 50 في حصة متلفزة، هي أساس لا تسمن ولا تغني من جوع، ولكن كم هو جميل أن نذكر التاريخ بحقيقته ونعطي القيمة الحقيقية لرجال التاريخ حتى بذكر الاسم".