ركزت المصلحة الجهوية للجمارك بمغنية بولاية تلمسان الرقابة والتفتيش على الطرقات من خلال تكثيف نقاط المراقبة والحواجز والدوريات المتنقلة في المسالك التي أصبح يعتمدها المهربون للإفلات من التفتيش، واستهدفت بشكل لافت مؤخرا سيارات الأجرة التي أصبحت تنقل مهربات عجائز ومطلقات تم تجنيدهن لنقل البضائع المهربة ب"التقسيط" تفاديا للخسائر التي قد تترتب عن حجز كميات كبيرة من هذه السلع. * * حقول البطاطا والزيتون غطاء لتهريب السلع المغربية * * وتأتي هذه الإجراءات على خلفية القضايا الأخيرة التي عالجتها المصلحة الجهوية للجمارك بمغنية وتوصلت التحريات الى تجنيد شبكات التهريب لعدد من النساء منهن مسنات لجلب السلع المهربة من الحدود المغربية ونقلها الى وهران على متن سيارات أجرة "خاصة". * وقال مصدر مسؤول بالمصلحة ل"الشروق اليومي" التي عاينت إجراءات التفتيش والتركيز على سيارات الأجرة، إن العمليات الأخيرة التي قامت بها مصالح الجمارك توصلت الى أن شبكات التهريب المختصة في الألبسة والمواد الغذائية والمشروبات الكحولية وحتى المخدرات تبنت نفس الإستراتيجية التي اعتمدتها شبكات تهريب الكيف المعالج بعد تضييق الخناق على الحدود بتهريب كميات قليلة لا تتجاوز 20 كلغ معبأة غالبا في "بردعة" دابة أو حقيبة ظهر، وأضاف مصدرنا، أن بارونات التهريب جندوا مطلقات وعجائز بدل الشباب البطالين لعدم إثارة شكوك مصالح الأمن وتكليفهن بالتنقل على متن سيارات أجرة يعمل بعضها بالتنسيق مع شبكات التهريب، وكانت تحقيقات أمنية قد كشفت أن بعض المهربين قاموا بتبييض عائدات التهريب في الاستثمار في وسائل النقل منها سيارات أجرة لضمان الثقة، ويدفع المهربون تكاليف التنقل لهؤلاء مع الاتفاق مسبقا على دفع مبلغ نقل السلعة بحساب القطعة الواحدة حسب درجة "المجازفة"، حيث يحسب سعر الحذاء الواحد مثلا ب200دج ويتم تهريب ما لايقل عن 2000 قطعة مثلا، يتم توزيعها على 4 الى 6 أفراد في سيارات مختلفة لإيصالها من سوق "الزوية" الواقع بإقليم مدينة سيدي بوسعيد الحدودية الى ولاية وهران، وتنتهي مهمة "الناقل" في هذه النقطة. * وأوضح ذات المصدر، أن "التجنيد" أصبح انتقائيا في صفوف شبكات دعم المهربين، حيث يتم التركيز على النساء، خاصة المسنات والمطلقات نظرا لظروفهن الاجتماعية الصعبة وقيام أغلبهن بإعالة أسرهن، إضافة الى عجائز يحظين باحترام وتقدير رجال الأمن لتسهيل مرورهن في الحواجز الأمنية. * وحرص مصدرنا على التأكيد على أن هؤلاء ملتزمات بحفظ السر، ويؤكدن عند توقيفهن واستجوابهن أن البضاعة المحجوزة هي ملك لهن، وتم اقتناؤها من سوق الزوية بمالهن الخاص لإعادة بيعها بأسواق وهران، ويقمن بالتستر عن هوية الوسيط خوفا من الانتقام منهن. * وفي موضوع آخر، لفت مصدرنا الانتباه الى انتشار ظاهرة غرس أشجار الزيتون على الحدود وكذلك البطاطا، لكنها في الواقع غطاء فقط لتهريب البطاطا وزيت الزيتون من الحدود المغربية باتجاه الجزائر، حيث يزعم مهربو هذه السلع عند توقيفهم وضبطهم بأنها "ملك لهم"، مستندين الى ملكيتهم لحقول يقع اغلبها على الشريط الحدودي الغربي، واعترف مصدرنا بمواجهة صعوبات في هذا المجال "يكون علينا إجباريا ايجاد دليل مادي على أنها سلع مهربة فعلا". * وكانت المديرية الجهوية للجمارك بولاية تلمسان قد تمكنت من حجز 49 مركبة خلال شهر نوفمبر و130 قنطار من زيت الزيتون كانت كمية منها مخبأة داخل جرار وسط أكوام التبن و68 ألف لتر من الوقود، 960 سروال، 1890 زوج حذاء، 330 جلابة، 460 قميص، 110 نعل مغربي، وأواني منزلية منها قدور.