سجلت المصلحة الجهوية للجمارك بولاية تلمسان أكثر من 17 اعتداء استهدف أعوان الجمارك أثناء أداء مهامهم من طرف المهربين أغلبها على مستوى مصلحة مغنية على خلفية أنها منطقة حدودية ومنطقة نشاط وعبور المهربين من وإلى الحدود الجزائرية المغربية. * * * المدير الجهوي ل"الشروق": الاعتداءات لن تثنينا عن مواصلة مكافحة التهريب بأشكاله * * وأصيب العديد من أعوان الجمارك خلال عمليات الحجز أو أثناء تواجدهم في نقاط المراقبة بجروح متفاوتة، آخرها إصابة عون على مستوى العين بعد رشقه بالحجارة عند مروره كادت تفقده عينه، وكثف المهربون من اعتداءاتهم منذ صدور قانون مكافحة التهريب الذي شدد العقوبات على المتورطين بعد أن يتم حجز المركبة أو السلعة فقط. * المدير الجهوي السيد العربي الجيلالي الذي التقته "الشروق اليومي" بمكتبه بتلمسان، أكد أن هذه الاعتداءات التي تكون عنيفة غالبا لن تؤدي إلى تراجع تدخلات الجمارك في مجال مكافحة التهريب بأشكاله، كما لن تثني رجال البذلة الرمادية عن أداء مهامهم في إطار قانوني. * وكانت المصلحة الجهوية للجمارك بتلمسان قد سجلت أكثر من 17 اعتداء ضد الأعوان والمركبات التابعة للجمارك حسب المعلومات المتوفرة لدى "الشروق اليومي"، حيث أصبح المهربون يقومون بالتجمهر والاحتجاج بمجرد حجز سلعهم في محاولة للضغط على السلطات لفك "الضغط" عليهم والتخفيف من التضييق على تحركاتهم ونشاطهم باللجوء غالبا الى تخريب ممتلكات تابعة لمصلحة الجمارك أو قطع الطريق بحرق عجلات مطاطية. * وسجلت 3 اعتداءات في شهر ماي الفارط بالمكان المسمى "زنزبور"، حيث قام المحتجون برشق مركبات الجمارك بالحجارة وأدت الى إتلاف "مصباح الإنذار"، وب"الزريقة" قام المحتجون أيضا بتخريب أبواب مركبة الجمارك وتم تكسير الزجاج الأمامي لمركبة أخرى في المكان المسمى "البريجي" بمغنية. * ومن أعنف الإعتداءات الجسدية التي تعرض لها الأعوان السب والشتم باستعمال أسلحة بيضاء على مستوى موقف سيارات الأجرة مما أدى الى إصابة عون بجروح، ولا يعد هذا الاعتداء الأول والوحيد باستعمال سلاح أبيض، حيث نظم مهربون حركة احتجاجية بتاريخ 26 جويلية الماضي بوسط مدينة مغنية ورشقوا أعوان الجمارك بالحجارة إضافة الى استخدامهم أسلحة بيضاء، وترتب عن الحادث إصابة 4 أعوان بجروح متفاوتة إضافة إلى تخريب مركبات، وكان جمركي قد أصيب بحروق على مستوى الوجه بمنطقة "الزريقة" في سبتمبر الماضي بعد رفض مهرب الإمتثال لأمر التوقف وانهال على الجمركي بالسب والشتم. * وشهدت منطقة "الزريقة" حادثي شغب خلال شهري سبتمبر ونوفمبر الماضيين، وقام المحتجون بإهانة الأعوان ورشقهم بقارورات زجاجية، وحاول أحد الشباب المتظاهرين بحمام بوغرارة في الإحتجاج الذي شهدته المنطقة خلال الأسبوع الأول من شهر نوفمبر بمحاولة تجريد جمركي كان في الصفوف الأمامية من سلاحه، وفي نفس اليوم، أصيب سائق مركبة تابعة للجمارك بسيدي مبارك بجروح وتعرض زجاج السيارة إلى التخريب والكسر * * الإحتجاج للضغط على السلطات وترهيب رجال الجمارك * * ويحاول المحتجون من خلال هذه التحركات إلى "استرجاع" سياراتهم المحجوزة، حيث سبق لهؤلاء أن حاولوا استرجاع شاحنة محجوزة بمنطقة مصامدة، وتعود الحادثة إلى نهاية شهر سبتمبر الماضي، لكن أخطرها قيام قرية بأكملها بمحاصرة محشر تابع لمصلحة الجمارك بمركز العقيد لطفي، وكان حوالي 400 شخص قد قاموا بمحاولة اقتحام الحظيرة لاسترجاع سيارة تم حجز كمية من السجائر المهربة على متنها، المحتجون قاموا برشق الجمركيين بواسطة قارورات "مولوتوف" مما تسبب في حرق 4 سيارات * وتفيد المعطيات المتوفرة لدى "الشروق اليومي"، أن المهربين يملكون "النية الإجرامية" في الاعتداء لحماية سلعهم ومصالحهم ولو على حساب حياة الآخرين، حيث كان جمركي قد لقي حتفه بمنطقة الكفاف بعد أن دهسته سيارة مهرب في فيفري عام 2007، وقبله بسنتين كان جمركي بمغنية قد تعرض إلى اعتداء من طرف مهرب وجه له 17 طعنة بمختلف أنحاء جسده أثناء تواجده بمقهى. * ويواجه موظفو الجمارك باختلاف رتبهم متاعب أثناء أداء مهامهم سواء في المطاردات أو في نقاط التفتيش والدوريات أو حتى عند مرورهم، ويتعرضون بصفة يومية إلى اعتداءات لفظية ومحاولات جسدية، كما تم تحديد ضوابط إطلاق النار غير المرخص لهم إلا في حالات محدودة وهي الثغرة التي تستغلها شبكات التهريب لاستفزاز رجال الجمارك الذين يخضعون لضوابط في استخدام السلاح الناري، ويوجد العديد من الجمارك العاملين على مستوى الحدود محل متابعة قضائية في قضايا إطلاق النار على المهربين. * * المدير الجهوي للجمارك بتلمسان: سنظل واقفين ومجندين * * سألت "الشروق اليومي" السيد العربي الجيلالي، المدير الجهوي للجمارك بولاية تلمسان عن الإجراءات المتخذة من طرف إدارته ل"حماية" الجمركيين في الميدان من اعتداءات قد تكون قاتلة من طرف المهربين، ليوضح أن قانون الإجراءات الجزائية يوضح مجالات استعمال السلاح، وتشير مواده إلى الرد بالمثل يعني بنفس "السلاح" الذي يتمثل غالبا في حجارة وأسلحة بيضاء، كما أن استعمال السلاح "لايكون إلا في حالة خطر حقيقي"، واقترح إثراء القانون على خلفية أن حياة الجمركي مهددة، لكنه شدد على أن هذه الاعتداءات لن تؤدي إلى التراجع عن مكافحة التهريب الذي يعتبر جريمة منظمة تهدد الاقتصاد الوطني "ونحن مجندين للحفاظ على الاقتصاد"، وقال إن هذه السلوكات الخطيرة لن تؤدي الى اضعاف إرادة رجال الجمارك الذين سيواصلون عملهم بمهنية، مستندا الى نشاط مصالحه منذ بداية السنة (سنعرضها غدا). * وأشار المدير الجهوي إلى تعزيز المديرية العامة للجمارك مصالحه بوسائل مادية لتسهيل العمل أهمها مركبات مجهزة للسير في المسالك الوعرة "ونحن نأمل في رفع عدد الأفراد"، موضحا أن تجنيد فرقة تضم عددا هاما من الأعوان للتدخل "يؤدي حتما إلى إحباط اعتداء دون استخدام السلاح"، حيث أن عدد الأفراد محدود جدا في منطقة حدودية تعرف نشاطا مكثفا للتهريب * وفيما يتعلق ببروتوكول التعاون الذي وقعه اللواء بوسطيلة، قائد سلاح الدرك الوطني، وعبدو بودربالة، المدير العام للجمارك بداية العام الجاري، قال العربي الجيلالي إن وفدا يضم إطارات من هيأة حرس الحدود، والمديرية العامة للجمارك قام بمعاينة مواقع بناء المراكز المتقدمة التابعة لقطاع الجمارك، وشدد المدير الجهوي على أنها "مراكز مراقبة مخول لها التدخل" وليست مراكز ملاحظة، وستكون مدعمة بأحدث التجهيزات، كما سيتم في إطار تنفيذ بروتوكول التعاون مع الدرك، إنشاء حاجز أمني مزدوج ثابث بالمركز رقم 35 لتعزيز المراقبة و التفتيش. * * عدم تسجيل حالة رشوة منذ 4 أشهر * * وفي موضوع آخر يتعلق بالرشوة في صفوف الجمركيين، أكد الجيلالي العربي، أن مصالحه لم تسجل أية حالة مؤسسة بالأدلة منذ توليه المنصب قبل 4 أشهر، وحرص على القول أنه لن يتسامح أبدا مع هذا النوع من التجاوزات "وأنبه في جميع الاجتماعات واللقاءات على ردع هذه التجاوزات"، مؤكدا أن العقوبة ستصل الى متابعة العون قضائيا، واعتبر أن الوسيلة الفعالة لمكافحة الظاهرة هي "التسيير الشفاف"، لكنه أوضح أن هناك أخطاء غير متعمدة يجري التعامل معها بحكمة.