علمت "الشروق اليومي"، من مصادر أمنية، أنه تم تشديد الرقابة على مستوى الحدود الجنوبية مع المالي، النيجر والتشاد، ورفع درجة اليقظة لدى قوات الأمن المشتركة، وأضافت مصادرنا، أنه تم نشر أفراد الجيش بشكل لافت على هذه الحدود لإحباط أية محاولة تهريب أسلحة إلى الجزائر. وتأتي هذه الإجراءات تنفيذا لخطة أمنية "استعجالية" بعد توفر معلومات استخبارية تفيد بمساعي لإدخال أسلحة حربية إلى الجزائر لفائدة تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" خاصة بعد حجز أجهزة هواتف خلوية من نوع "ثريا"، مؤخرا، وصل عددها إلى 10 أجهزة خلال 6 أشهر، على الحدود الجزائرية الليبية بضواحي منطقة جانت بولاية إليزي، كانت تستعمل من طرف المهربين، بعد تضييق الخناق على الحدود الغربية على خلفية حجز متفجرات مؤخرا، وكانت تحقيقات سابقة قد أشارت إلى أن المتفجرات المستعملة في عمليات 11 أفريل بالعاصمة تم تهريبها من المغرب عبر الحدود الجزائرية المغربية. وتتزامن هذه الإجراءات مع زيارة وفود أمنية من دول المغرب العربي، من تونس، ليبيا، وموريتانيا لتفعيل التعاون بين هذه البلدان في إطار مكافحة الجريمة بأشكالها خاصة الإرهاب. وقالت مصادرنا، إن قيادة تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" بالمنطقة التاسعة "ولايات الجنوب"، لجأت إلى تفعيل التنسيق مع شبكات تهريب الأسلحة التي تنشط على الحدود الجزائرية الجنوبية التي تعرف نشاطا واسعا لتهريب السجائر والمخدرات والمواشي يمتد نشاطها على محور شمال مالي، وشمال موريتانيا والحدود المغربية الجزائرية الجنوبية وذلك منذ إعلان الجماعة السلفية للدعوة والقتال الإنضمام لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". وكشفت عمليات حديثة لقوات الجيش، عن القضاء على إرهابيين من جنسية أجنبية، ما دفع المصالح التي تشتغل على ملف مكافحة الإرهاب للبحث في تجنيد أجانب في صفوف التنظيم الإرهابي بعد عجزه عن توظيف عناصر جزائرية، وذهب توقيف ليبيين مؤخرا بضواحي العاصمة كانوا بصدد الإلتحاق بمعاقل "القاعدة" في الجزائر في تجاه هذا الطرح، ويتم التركيز على المهربين لدرايتهم بالمنافذ والطرقات والأماكن البعيدة غير المراقبة، كما أن أغلب قبائل المنطقة الحدودية هم من البدو الرحل الذين قد تستغلهم التنظيمات الإرهابية لتهريب السلاح بعد أن تم دعمهم بأجهزة "جي بي آس" ووسائل إتصال. وذكرت مصادر أمنية، أن قيادة تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" لجأت مؤخرا إلى تكثيف اتصالاتها مع شبكات تهريب الأسلحة النشطة على الحدود الجنوبية لتمويلها بالسلاح، وتراهن على الأجانب في تحقيق مخططاتها، خاصة في ظل تداول الأسلحة في الأسواق بدول الساحل الإفريقي وهي غالبا حسب مصادرنا، قطع قديمة ومستعملة. وتطرح مخاوف من استغلال المنطقة مجددا لتهريب الأسلحة بعد تراجع لافت مؤخرا، حيث تواجه قيادة التنظيم في المنطقة التاسعة، صعوبات في تهريب الأسلحة منذ العملية الهامة التي قامت بها قوات الجيش بالمنيعة بغرداية، بعد اغتيال 12 جمركيا في كمين إرهابي، أسفرت عن حجز كمية كبيرة وهامة، وبعدها حجز شاحنة تحمل سلاحا بغرداية أيضا، وسبق في الصائفة الماضية، أن تم تفكيك شبكة مختصة في تهريب الأسلحة والسجائر بتمنراست تضم ماليين، كما تم حجز أسلحة وذخيرة حية بالحدود الجزائريةالتونسية والليبية قبل أسابيع، لكن تبقى أكبر الكميات تدخل من الحدود الجنوبية بحسب مصادر أمنية. ولا تستبعد مصادر تتابع ملف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، أن يكون المدعو حمادو عبيد المكنى أبو زيد وعبد الحميد، من مواليد منطقة الوادي، الذي يسعى لخلافة بلمختار مختار "الأعور" على إمارة المنطقة التاسعة، الذي علق نشاطه بعد إعلان خروجه عن تنظيم "القاعدة" بعد تفجيرات 11 أفريل، يكون وراء هذه المساعي. وقدرت مصادر أمنية عدد الارهابيين الذين ينشطون في المنطقة التاسعة بحوالي 600 عنصر من بينهم أجانب. نائلة.ب:[email protected]