أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" صباح الجمعة انتهاء التهدئة مع إسرائيل رسميا، محملة هذه الأخيرة "المسؤولية الكاملة" عن ذلك. وأكدت القسام في بيان أن العدو الصهيوني لم يلتزم بشروط التهدئة وأطلق الرصاصة الأخيرة عليها، وعليه أن يتحمل كافة النتائج، مؤكدا أن الاحتلال أجهض هذه التهدئة مبكرا وأوصد الأبواب في سبيل تمديدها. وحذر البيان "العدو الصهيوني من أن أي عدوان على قطاع غزة أو ارتكاب جرائم جديدة فيه سيفتح المعركة على مصراعيها وسيواجه برد قاس ومؤلم". * وكانت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ جوان 2007، أعلنت الخميس عقب اجتماعها مع عدة فصائل فلسطينية قد حملّت إسرائيل كل تبعات تدمير التهدئة وإنهائها، وعدم التزامه بأي شرط من شروطها. وقال فوزي برهوم المتحدث باسم الحركة "سنتصرف وسنتحرك في الميدان بما تمليه علينا مسؤولياتنا الوطنية لجهة حماية شعبنا". * ومن جهته، أكد خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أن التهدئة لم يتم تجديدها وماتت على الأرض، محملا إسرائيل "المسؤولية الكاملة عن انهيارها، لأنه لم يلتزم بأي من شروطها". وعشية انتهاء التهدئة التي دامت ستة أشهر تحت رعاية مصر، شن الطيران الإسرائيلي عدة غارات جوية الخميس على قطاع غزة، في وقت واصل مقاتلون فلسطينيون إطلاق صواريخ محلية الصنع على جنوب إسرائيل عشية انتهاء تهدئة هشة بين حماس وإسرائيل. * ومن جهة أخرى، دافعت مصر الجمعة عن موقفها الرافض لتشغيل معبر رفح الذي يربط الأراضي المصرية بقطاع غزة، مؤكدة أن الوضع القانوني للمعبر لا يسمح بفتحه، وحملت في الوقت ذاته إسرائيل كقوة احتلال مسؤولية توفير عناصر الحياة لسكان قطاع غزة. وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان رسمي الجمعة مع انتهاء التهدئة التي كانت رعتها بين حركة حماس وإسرائيل في جوان الماضي، أن "الوضع القانوني لقطاع غزة يقوم على انه جزء من الأرض الفلسطينية التي ماتزال واقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي، ومن شواهد الاحتلال أن إسرائيل مازالت تسيطر على المجالين البحري والجوي للقطاع وعلى معظم حدوده ومنافذ خروج ودخول السلع والأفراد منه واليه". وتابع البيان أن "إسرائيل طبقا للقانون الدولي ولاتفاقية جنيف الرابعة تحديدا، لاتزال ملزمة باعتبارها سلطة احتلال بتوفير عناصر الحياة الأساسية من كهرباء ومياه ووقود وطعام ودواء للسكان المقيمين في الأرض التي تحتلتها". * * الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تطالب برفع الحصار عن غزة * دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان تلقت "الشروق" نسخة منه في ذكرى مرور واحد وأربعين عاما على انطلاقتها، والذي نظمه مكتب الجبهة بالجزائر الخميس إلى رفع الحصار عن قطاع غزة وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية. وتحت شعار "رفع الحصار عن قطاع غزة، بالوحدة الوطنية، رفضا للتمزق الداخلي بأسبابه وتداعياته، تستمر المسيرة التحررية لشعبنا على طريق تحقيق الأهداف الوطنية"، احتفلت الجبهة، وهي إحدى الفصائل الرئيسية لمنظمة التحرير الفلسطينية بالذكرى بمشاركة أعداد كبيرة من الجالية الفلسطينيةبالجزائر وممثلي فصائل منظمة التحرير، بالإضافة إلى ممثلين عن الأحزاب الجزائرية مثل جبهة التحرير الوطني وحزب العمال وحركة مجتمع السلم. وفي كلمته تطرق ممثل الجبهة الشعبية في الجزائر، صلاح محمد إلى مختلف العناوين والمخاطر التي تعيشها الحالة الفلسطينية في اللحظة الراهنة، حيث تحدث عن مخاطر تهدد الوضع الفلسطيني، منها الخطر الناتج عن التمزق الداخلي وتداعياته وخطر التخوفات المرتبطة بمواصلة المفاوضات مع الإسرائيليين والمضرة بالمسيرة التحررية للفلسطينيين. والأمر الآخر هو ما أسماه صلاح محمد بالفهم الفتوي للتهدئة واستخدامه من قبل البعض لتعزيز القبضة على غزة.