وجه وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، الطيب لوح، تعليمة جديدة للوكالة الوطنية لتشغيل الشباب "أونساج"، يذكرهم فيها بضرورة الالتزام بتجسيد هدف خلق 20 ألف مؤسسة مصغرة، في وقت بلغه أن الوكالة لم تحص سوى 8500 مؤسسة مصغرة السنة الجارية، وهو الرقم الذي سيضع الحكومة في حرج لما يشكله رهان ال20 ألف مؤسسة صغيرة من أهمية في تحقيق أحد أهم تعهدات رئيس الجمهورية للعهدة الثانية والمتعلق بخلق مليوني منصب شغل مطلع أفريل القادم. * * 90 بالمائة من المستفيدين يتقاعسون عن دفع مستحقات القروض للبنوك * وقالت مصادرنا بوزارة العمل والتشغيل إن الطيب لوح، كان قد أشرف على اجتماع مع مسؤولي الجهاز لتقييم أدائه والإطلاع على الحصيلة النهائية المحققة شهر نوفمبر، أي قبل شهر من انقضاء الفترة التي حددها رئيس الحكومة أحمد أويحيى للوكالة قصد خلق 20 ألف مؤسسة مصغرة، وهو الرقم الذي دخل خانة المستحيلات، على خلفية أن الوكالة قبل أسبوع فقط من انقضاء العام الجاري، مازالت أرقامها تراوح 8500 مؤسسة فقط، هذا الرقم أكدت مصادرنا أنه بعيد عن الأرقام التي حملتها حصيلة السنوات السابقة متعاقبة، محتملا أن يكون السبب المباشر في ذلك عملية إعادة الهيكلة التي عرفتها الوكالة والتي اهتمت بإعادة الهيكلة إداريا، في حين أهملت عامل تحسين المحيط القادر على استقطاب الشباب البطال وإقناعه بالاندماج بالوكالة من دون عوائق إدارية. كما أن حصيلة الشهر الماضي، أكدت أن تحصيل ديون الشباب لدى البنوك ودفع الأقساط في الآجال المحددة لا يتجاوز نسبة 10 بالمائة في وقت يتخلف فيه 90 بالمائة من الشباب عن دفع أقساطهم في الآجال المحددة، كما أشارت الحصيلة الى أن إسقاط عدد من النشاطات من قائمة المشاريع التي تحوز الموافقة والتمويل المادي انعكس سلبا على إقبال الشباب على الوكالة على خلفية أن غالبيتهم تتجه للمشاريع الأقل تكلفة، نظرا للامتيازات التي تصاحب هذه المشاريع، في وقت تتراجع هذه الامتيازات بالنسبة لأصحاب المشاريع التي تتطلب تمويلا ماديا أكبر. * وقد اتخذت الوكالة مجموعة من الإجراءات ضمن التوصيات التي أفضى إليها اجتماع رئيس الجمهورية بولاة الجمهورية قصد إعطاء دفع للجهاز وتحقيق أكبر رقم ممكن من المؤسسات الصغيرة، كرفع سقف الدعم أو رأس المال الذي يستفيد به المشروع من 400 مليون الى مليار سنتيم كأقصى حد، مع إقرار مجموعة من الامتيازات الجبائية، كالإعفاء من ضريبة الجمارك والإعفاء من الضريبة المضافة وكذا تمكين المؤسسات الصغيرة الحديثة النشأة من مخططات الأعباء التي تعمل عليها المؤسسات الكبرى ضمن محاولة مساعدتها وإشراكها في تنفيذ الصفقات المبرمة حتى تضمن استمرارية، كما أن الحكومة كانت قد هونت من مشكل العقار من خلال برنامج 100 محل لكل بلدية الذي استفاد منه الجهاز بشكل موسع، وكانت الحصة الأكبر قد استفاد منها الشباب البطال المستفيد من تأطير الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب "أونساج". *