تبلغ كميات مياه زمزم المستقدمة من البقاع المقدسة نحو الجزائر، قرابة نصف مليون لتر من الماء الذي يفيد لما شرب له، حسب حديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حيث يستبرك الجزائريون بتلك المياه التي ترافق الحجاج، في كل سنة بعد انقضاء مناسك الحج والعودة إلى الديار. * ويجد القائمون على تنظيم الرحلات الجوية بالمطارات، صعوبة كبيرة في تسيير تلك الدلاء من المياه التي تكون بأحجام تتراوح ما بين 5 إلى 15 لترات، سواء على متن طائرات شركة الخطوط الجوية الجزائرية في أغلب الأحيان، أو طائرات الخطوط السعودية الملكية، علما أن "الجوية الجزائرية" تكفلت، هذه السنة، بأكبر قدر من الحجاج بلغ 29 ألف حاج، فيما ضمنت الخطوط الملكية السعودية نقل 7 آلاف حاج جزائري، حسب تأكيدات مدير النقل بشركة الطيران الحكومية، ل"الشروق اليومي"، عكس المعطيات السابقة المقررة ب 26 ألفا للجوية الجزائرية و10 آلاف للسعودية الملكية. * * مدير النقل ب"الجوية الجزائرية": 10 لترات أدنى معدل لكل حاج * ويبقى عامل الأهمية في الشفاء المرجو من مياه زمزم وحب المسلمين وتعلقهم بهذه المياه مرتبط بالحديث النبوي الصحيح، الذي أشار إلى أن "زمزم لما شرب له"، ما دفع سلطات البلدين الجزائر والسعودية إلى غض الطرف عن هذه الكميات الهائلة المستقدمة من البقاع المقدسة، لمنحها إلى "من لم يستطع إليه سبيلا". * ولمعرفة دقة حجم المياه المستقدمة من مكةالمكرمة، اتصلت "الشروق اليومي" بمدير النقل بشركة الخطوط الجوية الجزائرية، الذي أكد أن المعدل المسموح به لكل حاج هو 10 كلغ، موضحا أن ذلك يقابله 10 لترات من الماء، بحكم أن واحد كيلوغرام يقابله فيزيائيا واحد لتر من السائل - الماء- وهو أقل ما يحمله كل حاج، وفي مجموع الحجيج البالغين 36 ألفا هذا العام، نجد أن أقل رقم يسجل هو 360 ألف كيلوغرام - أي 360 طن- وبالقياس السائل نجد 360 ألف لتر، في المستويات الدنيا، وهو ما يشير إلى أن الرقم الحقيقي يقارب نصف مليون لتر من ماء زمزم، وقال السيد زيدان، مدير النقل أن الشركة تحرص على نقل كل الكميات الخاصة بالحجاج "ودون مقابل"، موضحا أن الرقم لا ينزل عن 10 لترات لكل شخص. * من جهته، قال، عثمان عجريد، مدير المبيعات بالقسم التجاري بشركة "الجوية الجزائرية"، في اتصال معه، أن حساب الشركة يعتمد على الوزن، غير أنه أضاف من جانبه أن المتوسط يكون دوما 10 لترات للحاج، بوجود أشخاص يجلبون دلاء من فئة 5 لترات وآخرين دلاء تصل إلى غاية 15 لترا. * وفي وقفة ل "الشروق"، مساء أول أمس، على عمليات تفريغ شحنات الطائرة القادمة من البقاع المقدسة والتي كان موعدها، التاسعة ليلا، قبل أن يتغير موعدها وتحط بمطار هواري بومدين بالعاصمة، في حدود الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا، شاهدنا طابور الدلاء من ماء زمزم، التي كانت في الأغلبية الساحقة من فئة 10 لترات، محاطة بغلاف بلاستيكي. * وتبين شغف الحجاج، في ملامحهم وفي تحركاتهم في استقبال لوازمهم، بتلك الدلاء أكثر من باقي السلع الأخرى المعبأة بالحقائب، وتفضلت إحدى الحاجات بمنحنا كوبا صغيرا من الماء، دون سؤالها، وأكملت قارورة صغيرة من فئة لتر واحد على مجموعة من الشبان كانوا حولنا داخل قاعة نزول الحجاج في انتظار ذويهم.