بلغ عدد الوفيات وسط الحجاج الجزائريين إلى غاية يوم أمس، 21 حاجا، 13 منهم وافتهم المنية خلال مسلك عرفات، مزدلفة، منًى، الذي أكد ممثل وزارة الشؤون الدينية أنه كان جد بطيئ هذه السنة، بسبب الإجراءات التي اتخذتها السلطات السعودية، بمنع بعثات الدول كلها من النشاط في المشاعر الحرام، واتخاذها إجراءات صارمة بالتكفل لوحدها بالعمل الطبي والمساعدة في مشاعر منى، مزدلفة وعرفات، وفتح مراكز صحية للعلاج والتكفل بحجاج البعثات كلها. حيث عرفت السلطات السعودية متاعب في مواجهة الأعداد الكبيرة من الحجاج المرضى والمصابين، بين مجمل الحجيج الذين بلغوا هذه السنة، حسب ما أكده مستشار وزير الشؤون الدينية المكلف بالاتصال عبد الله طمين، 5 ملايين و560 ألف حاج يوم وقوف عرفات، مما يفسر أن العدد الأكبر من الجزائريين توفوا بتلك المشاعر لبطء سير عمليات الإسعاف والعلاج، خاصة وأن الحجاج الجزائريين تبلغ نسبة الشيوخ بينهم 73 %، أي أكثر من 60 سنة. وما زاد من صعوبة الوضع هو أن بين الخمسة ملايين ونصف المليون حاج هذه السنة، قرابة مليون ونصف المليون تخلفوا من العمرة، أي حجاج غير شرعيين، إضافة إلى الحصة السعودية التي انتقلت هذه السنة إلى 200 ألف وهذا رقم خيالي إذا ما قورن بالعدد المسموح به من قبل المؤتمر الإسلامي الذي حدد ألف حاج لكل مليون مسلم من البلدان الأعضاء، مما جعل ضغطا كبيرا على المشاعر هذه السنة، رغم أنه لم يسجل أي حادث خطير يذكر. وكنتيجة لمنع البعثات من العمل في مشاعر منى وعرفات، سجلت البعثة الجزائرية تزايدا في عدد الحجاج التائهين، حيث بلغ معدل 300 حاج تائه في اليوم، على مستوى كل مخيم، ومع غياب خدمة إرشاد التائهين والعمل القنصلي، كان الحجاج يتيهون بسهولة نظرا لأن الخيم كلها تتشابه وكل البقاع تتشابه، حتى المباني تتشابه ويصعب على الحاج المسن التعرف على مكانه، وكان هذا العمل في السنوات الماضية، مضمونا من طرف البعثة على مستوى كل مخيم. وبعد اليوم الثالث من أيام التشريق يكون كل الحجاج الجزائريين قد التحقوا بمكة المكرمة بعد إنهاء كل مناسك الحج، خاصة بالنسبة للحجاج الذين كانوا أول الملتحقين بالبقاع المقدسة، حيث ستنطلق رحلات العودة باتجاه الجزائر بعد غد الخامس جانفي، وسيكون الحجاج المرضى والمتعبين هم أول العائدين على الرحلات الأولى، وستكون وتيرة العودة ب7 رحلات يوميا تنقل بين ألفين و3 آلاف حاج يوميا، وستكون كل رحلات العودة من مدينة جدة السعودية لتنتهي يوم 27 جانفي مع قدوم آخر الحجاج. وإذ سجل ممثل وزير الشؤون الدينية والأوقاف خلو حج هذه السنة من الحوادث الكبرى التي كانت تخلف في السنوات الماضية، عددا كبيرا من الضحايا، بسبب تحسن ظروف رمي الجمرات، إلا أنه تحدث عن كثير من النقائص، مما أثر على صحة الحجاج وإمكاناتهم، إلى درجة جعلت التقييم الأولي لأيام الحج الأكبر يقول بتفضيل الرجوع إلى النظام القديم، أيام كانت البعثات تتكفل بحجاجها في المشاعر الحرام. غنية قمراوي: [email protected]