نساء وعائلات لم يقبلن المساومة كنا رفقة أحد التائبين يدعى ''عبد الخالق العاصمي".. ترك العمل المسلح عام 1999، كغيره من التائبين، أدرك أن سياسة العنف على غير حق، فقرر النزول من الجبل بعد اقتناعه بأراء كثير من العلماء على رأسهم العثيمين، ابن باز، أبو بكر الجزائري.. يتعجب من الذين لايزالون في الجبل بعد الفتوى التي قال فيها عبد القادر ابن عبد العزيز الذي كانت كتبه من بين قناعات المسلحين.. هذا الأخير الذي تراجع في فتواه في كتابه الأخير.. كان واحدا من بين الذين جمعوا في البدايات الأولى 158 توقيع سلم لفاروق قسنطيني تضمن مطالب التائبين، وكانت الشروق السباقة لنشر مضامين التوقيعات.. يتحدث عبد الخالق العاصمي قائلا: إنه لا توجد لجنة وطنية تخص التائبين إن المطالب التي تم رفعها لهيئة قسنطيني هي مطالب اجتماعية إدارية.. من جهة أخرى، يتحدث التائب (س) الذي رفض ذكر اسمه انه تلقى اتصالا منذ فترة من إحدى القنوات الأجنبية بشخص تكرر على زيارته أكثر من مرة، عارضا عليه مبالغ مالية ضخمة مقابل اقتياده إلى بعض التائبين ممن كانوا ناشطين في الجبل، لتصوير روبورتاج مأساوي عن حياتهم بعد التوبة، الأمر الذي رفضه (س) قبل أن تعاود قناة أجنبية أوربية تكرار نفس السيناريو مع جماعة من التائبين في العاصمة لتصوير نفس الروبورتاج عن مصير التائبين والتركيز على مشاكلهم، في محاولة لضرب المصالحة الوطنية، ما أدى بهؤلاء للإتجاه إلى هيئة فاروق قسنطيني لوقف مثل هذه التحرشات... يتحدث بعض التائبين وأغلبهم رفض ذكر اسمه في الموضوع أو حتى ذكر مكان إقامته بقولهم "بعد التخلي عن السلاح.. أصبحنا في نظر جماعة درودكال خونة.. نحن اليوم نخاف على حياتنا... أصبح لدينا زوجات وأطفال نخاف على حياتهم... أخطأنا في الماضي.. لكننا اليوم نرفض بيع مأساتنا ونتشبث بالمصالحة الوطنية".. ونحن نصور مع جماعة من التائبين هذا الروبورتاج عدنا سنوات إلى الوراء .. لكن أفكارهم تغيرت، أحدهم لم يعد يمانع في أن تعمل زوجته لكسب لقمة العيش... اللقمة التي يتحدث عنها أحد التائبين.. بأنه رغم مرارة تذوقها، فكثيرا ما تغلق أبواب العمل في وجوه التائبين.. لأنهم كانوا إرهابيين.. ورغم ذلك.. من المستحيل العودة إلى الماضي...