يحل خلال الأيام القليلة القادمة، وفد من الخبراء والمهندسين ممثلا عن الشركة الباكستانية "شيميكال أوف باكستان"، التي تعتزم الشراكة مع مؤسسة "فرفوس" للفوسفات والحديد، والمؤسسة الوطنية للبترول والمواد البترولية سوناطراك، في مشروع انجاز أكبر مركب لصناعة وتحويل المواد الفوسفاتية بالمغرب العربي، والذي اختيرت له أرضية بمساحة 450 هكتار تقع بمشتة براهمية بلدية واد فراغة دائرة بوشقوف ولاية قالمة. * وحسب مصدر مسؤول بمجلس شراكة المجمع الصناعي هذا، فإن مسؤولي الشركة الذين أبدوا ارتياحهم للتوضيحات والشروحات المبدئية التي قدمت لهم بشأن هذا المشروع الضخم، متعهدين بالقدوم إلى الجزائر قريبا قصد تسوية الملفات العالقة والدخول في مرحلة الجد، المتعلقة بتركيب هياكل المركب وتهيئة الأفران لاستقبال الفوسفات الخام، وذلك عقب المراسلة التي تلقوها من إدارة الشريكين الجزائريين تفيد بموافقة المجلس الوزاري على تخصيص الأرضية المذكورة لصالح مشروع هكذا، وحسب نفس المصدر، فإن مسؤولي الشركة الباكستانية العملاقة عالميا في مجال تحويل المواد الفوسفاتية، قد تعهدوا بالدخول فور وصولهم في ترتيبات جلب عتاد المصنع والعمل على أن يكون جاهزا في آفاق عام 2010، وذلك خلافا لما كانت تروج له بعض الأطراف، بما مفاده أن مسؤولي الشركة الباكستانية يعتزمون التراجع عن الدخول في هذه الصفقة، مبررين ذلك بتداعيات الأزمة المالية العالمية، وانعكاساتها على أسواق الفوسفات الخام، الذي تراجعت أسعاره بشكل رهيب، إذ سجل سعر الفوسفات تدنيات غير مسبوقة منذ نحو خمس سنوات، وذلك توازيا مع الانهيار الفظيع في سعر البترول الخام والنفط في البورصات العالمية، الأمر الذي سبب خسائر مادية فادحة لمناجم وأفران الفوسفات عبر العالم، على غرار المملكة المغربية، الجزائر، تونس، روسيا، أوكرانيا، إلا انه وبحسب نفس المصدر فإن القائمين على إدارة الشركة الباكستانية، لا ينوون التخلي عن هذا المشروع، مبديين استعدادا تاما لجعله قطبا صناعيا منافسا بمنطقة المغرب العربي، وذلك من خلال الطاقة الإنتاجية الهائلة، التي من المتوقع أن يدخل بها المركب مرحلة الإنتاج، مستغلا بذلك الاحتياطات الفوسفاتية الضخمة، التي يوفرها منجم جبل العنق ببئر العاتر ولاية تبسة، والمقدرة ب2 مليار طن، إلى جانب 300 مليون طن يوفرها المنجم الجديد بمنطقة بلاد الهذبة، ويسعى الشركاء الثلاثة بمركب بوشقوف إلى السيطرة على السوق العالمية، من خلال الاستغلال الجيد للإمكانات المتوفرة، وكدا النوعية الجيدة لفوسفات جبل العنق، إذ من المفترض أن يتم تحويل 6 ملايين طن من الفوسفات الى المركب كمرحلة أولى، على أن يرتفع الإنتاج بعد السنة الثالثة، إلى 20 مليون طن سنويا، تسوق نسبة كبيرة منها بالسوق المحلية، لتغطية العجز الناتج عن توقف مؤسسة "أسمدال" عن إنتاج الأسمدة الفوسفاتية الموجهة للإثراء الفلاحي، فضلا على أن المشروع سيوفر حال استلامه أزيد من ألف منصب شغل بشكل مباشر، وأكثر من 30 ألف منصب شغل بصفة غير مباشرة.