أسفرت المباريات الودية التحضيرية التي جرت بحر هذا الأسبوع عن عدة نتائج مشابهة لتلك التي انتهت عليها مواجهة منتخبنا الوطني أمام نظيره الأيرلندي نهاية الأسبوع المنصرم... والخسارة بثلاثية نظيفة أثارت ضجة شديدة في الشارع الجزائري وفي وسائل الإعلام.. التي انهالت بالإنتقادات على المدرب الوطني رابح سعدان الذي كان بصدد تجريب بعض العناصر في مناصب مختلفة تحسبا لأي طارئ في المباريات الرسمية التي تنتظر “الخضر“ في المونديال القادم بجنوب إفريقيا، وعلى الجميع أن يقف وراء هذا المنتخب الوطني الذي أخرج 34 مليون جزائري إلى الشارع من أجل الاحتفال بعد التأهل التاريخي للمرة الثالثة إلى كأس العالم في انتظار تشريف الجزائر مرة أخرى في العرس الجنوب إفريقي. غانا إنهزمت برباعية و الكاميرون بثلاثية وعن بعض النتائج فإننا نجد أن المنتخب الغاني انهزم في لقائه الودي أمام هولندا بأربعة أهداف مقابل هدف والشارع الغاني لم يقلق إطلاقا من هذه الهزيمة التي اعتبروها عادية جدا بحكم أن المدرب بصدد التحضير والبحث عن معالم التشكيلة الأساسية أياما قليلة قبل انطلاق المونديال، والأمر نفسه بالنسبة للمنتخب الكاميروني الذي خسر أمام منتخب البرتغال بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد على الرغم من النجوم الكبيرة التي تلعب في صفوف منتخب “الأسود غير المروضة“ على غرار صامويل إيتو من الإنتير الإيطالي بالإضافة إلى سونغ من أرسنال الإنجليزي، ولم تحدث أي تجاوزات بعد هذه الهزيمة. لم يقلقوا من ثقل الهزائم والأمر الذي أثارنا في هذه النتائج المسجلة من طرف المنتخبات الإفريقية هي الرضا التام من طرف الطواقم الفنية، بالإضافة إلى أن وسائل الإعلام المحلية لم تبد قلقها الشديد من جراء هذه التعثرات لأن هذه المنتخبات تعوّدت على المشاركة في مثل هذه المحافل الدولية وتملك لاعبين من الطراز العالي باستطاعتهم قلب الموازين في أي لحظة من المباراة، فلا ننسى أن المنتخب الغاني وصل إلى الدور ثمن النهائي في أول مشاركة له في دورة ألمانيا 2006 وأقصي بصعوبة على يد البرازيل، وعليه فإن الأهم بالنسبة لهم يبقى المباريات الرسمية في المونديال لا غير وتشريف ألوانهم الوطنية، وعلينا نحن كذلك أن نقتدي بهم ونساند المنتخب الوطني رغم كل شيء. يدركون جيّدا أنهم بصدد التحضير وكما أشرنا إليه من قبل فإن كل المنتخبات بصدد التحضير في الفترة الراهنة بعد انقضاء كل البطولات المحلية والأوروبية ودخول المنتخبات المعنية بالمشاركة في كأس العالم في تربصات في مختلف أنحاء العالم تحضيرا لما ينتظرها في منتصف شهر جوان في جنوب إفريقيا، وبطبيعة الحال فإنهم معنيون بإجراء بعد المباريات الودية التحضيرية حتى يقف كل مدرب على مدى جاهزية لاعبيه من الناحية البدنية والفنية بالإضافة إلى الوقوف على الاستعداد الفردي قبل الجماعي، فيما يتم تصحيح الأخطاء المرتكبة في هذه المباريات حتى يكون كل منتخب على أتم الاستعداد للدخول في منافسة من العيار الثقيل بحجم كأس العالم التي تستقطب إليها أنظار معظم أفراد الكرة الأرضية. المهم المردود في المباريات الرسمية ستكون الأنظار بالتالي كلها مصوّبة نحو المباريات الرسمية التي تنطلق يوم 11 من هذا الشهر، فبعد انتهاء كل التربصات التحضيرية يدخل كل منتخب الأراضي الجنوب إفريقية من أجل الشروع في لعب مبارياته وحينها يظهر المستوى الحقيقي لكل فريق وبعدها يحق للجميع أن ينتقد منتخب بلاده في حال أخفق في تحقيق الأهداف المرجوة، لكن قبل انطلاق هذا الحدث العالمي على كل طرف أن يتحلّى بالصبر ويساند منتخب بلاده في هذه الفترة الحساسة جدا لا أن يزداد الضغط على المدرب وعلى لاعبيه خاصة أولئك الذين سيشاركون لأول مرة على غرار منتخبنا الوطني الذي لم يسبق لأي لاعب فيه من هذا الجيل أن شارك في هذا المحفل الكروي الكبير، ويخشى كثيرا من أن يكون خارج الإطار بسبب الضغط الممارس عليه من عدة جهات. حذار من الوقوع في الخطأ نفسه بعد لقاء الإمارات وبما أن منتخبنا الوطني تنتظره مباراة ودية تحضيرية أخرى هذا السبت أمام منتخب الإمارات العربية المتحدة التي تعتبر الثانية والأخيرة ل “الخضر“ قبل التنقل إلى جنوب إفريقيا، فإن النقطة التي يجب أن يحتاط منها الجميع هي عدم الوقوع في الخطأ نفسه الذي حدث بعد خسارة أيرلندا التي جعلت الجميع يتذمّرون من المدرب سعدان الذي يقوم بعمل كبير على رأس المنتخب الوطني ويحاول قدر المستطاع إيجاد التشكيلة الأساسية التي ستلعب في المونديال، فصحيح أن الجميع يمني نفسه بتحقيق فوز أمام الإمارات سيكون مفيدا جدا من الناحية المعنوية قبل أيام قليلة فقط من انطلاق المونديال، لكن حتى في حال الهزيمة فلا يهم كثيرا لأن الأكثر أهمية يبقى المباريات الرسمية وتشريف الجزائر في هذا الحدث العالمي الذي ينتظره الجميع بفارغ الصبر. روراوة طالب الجميع بالتعقّل ومساندة المنتخب وقام رئيس الإتحادية الوطنية لكرة القدم محمد روراوة بمطالبة الجميع بمساندة المنتخب الوطني في هذه الفترة الصعبة والحسّاسة، لأن أي تدخل من شأنه أن يؤثر في استقرار المجموعة التي تضم عدة عناصر شابة لم يسبق لها العيش تحت الضغط على عكس أولئك الذين شاركوا في التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا وكأس العالم، وعليه فإن مساندة “الخضر“ صارت واجبا أكثر من أي وقت مضى وعلى الجميع أن يشجع اللاعبين حتى في حال الإخفاق لأن مجرد الوصول إلى هذا الحدث العالمي يعتبر إنجازا كبيرا. روراوة: “علينا أن نقتدي بغيرنا ولا نقلق رغم الهزيمة أمام إيرلندا” وفي السياق ذاته تحدث روراوة عن هذا الجانب وطالب الجميع بأن يساند المنتخب الوطني والاقتداء بنظرائنا في إفريقيا الذين انهزموا مؤخرا بنتائج عريضة في مبارياتهم الودية ولم يثيروا ضجة شديدة مثل تلك التي أثيرت عندنا بعد الخسارة أمام أيرلندا الجمعة الفارط، وقال: “المنتخب يوجد في أوج تحضيراته ولا يجب التأثير فيه فكما رأينا حتى الكاميرون وغانا انهزمتا بنتيجتين ثقيلتين ولم تثر كل تلك الضجة، ولا أقول هذا الكلام حتى نخفف من حجم الخسارة أمام أيرلندا لكنها تبقى مباراة ودية لا غير وعلى الجميع أن يقف وراء هذا المنتخب الشاب وعدم زعزعة استقراره ونتمنى الظهور بوجهنا الحقيقي في المونديال القادم وأن نشرف الجزائر وكل العرب”.