وجهت نقابة الدفاع عن الجزائريين في أوروبا رفقة عدد من الجمعيات الفرنسية الناشطة في مجال حقوق الإنسان رسالة مطولة لرئيس الجمهورية الفرنسية نيكولا ساركوزي تطالبه فيها بتعويض ضحايا الألغام في الجزائر من خلال التكفل بهم ماديا بنقلهم إلى المستشفيات الأوربية قصد العلاج واستفادة الفاقدين لأحد أعضائهم من الأعضاء الاصطناعية كأقل تعويض لتحسين ظروف حياتهم اليومية. * وأوضح الإثنين، بداوي موفق، رئيس جمعية الدفاع عن العمال الجزائريين في أوربا أن الجمعية كثفت اتصالاتها في الآونة الأخيرة مع المنظمات والجمعيات الأوربية لتحريك المجتمع المدني الأوربي فضلا عن تنسيقها مع الجهات الجزائرية من منظمات وجمعيات قصد ضبط قائمة بضحايا الألغام المحتاجين بصورة مستعجلة للعلاج ومتابعة الرعاية الطبية في الخارج، خاصة الأطفال الجزائريين الذين فقدوا أحد أعضائهم بسبب الألغام في المدن الحدودية الشرقيةوالغربيةبالجزائر. * وأشار المتحدث إلى أن الرسالة جاءت بعد إعلان السلطات الفرنسية عن استعدادها لتعويض ضحايا التجارب النووية الذين تعرضوا للإشعاعات خلال التجارب النووية التي أجرتها الإدارة الاستعمارية في الجزائر ومنطقة بولينيزيا إبان الحقبة الاستعمارية، مضيفا أن جهود ممثلي الجالية الجزائرية في فرنسا تسعى إلى تعميم مبادرة التعويض لتضم ضحايا الألغام التي زرعها الجيش الفرنسي على طول الحدود الشرقيةوالغربية للجزائر وراح ضحيتها قرابة 20 ألف جزائري بين قتيل ومصاب بعاهات دائمة. * كما ذكرت الرسالة أن عدد الألغام التي زرعتها فرنسا في الجزائر يتجاوز 11 مليون لغم تسبّب في مقتل ما لا يقل عن 12 ألف شخص، بينهم 7328 جزائريا خلال السنوات العشر الأخيرة، ناهيك عن تسببها في إعاقات وعاهات مستديمة لمئات الآخرين، وأشار المتحدث إلى أن بيانات رسمية تؤكد أنّ ثلاثة ملايين لغم مضاد للأفراد ما تزال مطمورة على طول الحدود الغربيةوالشرقية للجزائر شرقا وغربا بطول 1160 كلم بعد ما نجح الجيش الوطني الشعبي في إتلاف ثمانية ملايين لغم منذ الاستقلال. * وسبق أن استبعد السفير الفرنسي السابق في الجزائر برنارد باجولي تعويض الحكومة الفرنسية لضحايا الألغام، مبررا ذلك بأن معاهد أوتاوا تنص على حظر استعمال الألغام المضادة للأفراد وتخزينها وإنتاجها ونقلها بالإضافة إلى وجوب تدميرها، إلا أنها لا تنص على تعويض ضحايا الألغام على حد تعبير السفير الفرنسي السابق الذي أشار أيضا إلى أن مهمة السلطات الفرنسية انتهت بتسليم الجزائر جميع خرائط الألغام للسلطات الجزائرية.