أحمد مسلماني متحدثا إلى مراسل الشروق في بيروت كشف مسؤول الدائرة الإعلامية بتلفزيون المنار "أحمد مسلماني" عن كثير من الأسرار المتعلقة بالقناة، ولأول مرة يتحدث مسؤول من داخل المحطة عن أسباب نجاة المنار من القصف الصهيوني واستمرار بثها طوال أيام حرب لبنان الثانية.. * * *استطلاع المجموعة اللبنانية للإعلام يكشف: الشروق على رأس الصحف العربية التزاما يخط المقاومة * وفي خرجة مثيرة أكد أن القناة ليست تابعة لحزب الله. وعلى صعيد آخر أشاد بالشروق التي قال إنها تتزعم الصحف العربية المقاومة وتقاتل الكيان الصهيوني بشجاعة محسوبة، وفي المقابل كيل "مسلماني" الاتهامات للنظام المغربي، معتبرا إياه عدوا للمقاومة وحليفا للعدو. وفي الوقت ذاته أثنى على الشعب الجزائري وقيادته والتحامهما تحت راية العروبة وانتهاج خط المقاومة، هذه التفاصيل وغيرها تقرؤونها في هذا الحوار . * * * *نريد الوقوف على ماهية الإعلام المقاوم؟ * - في الزمن الذي نعيشه الآن يصنف الإعلام كأقوى سلاح وأوفر وسيلة قتالية متاحة تستخدم بانتشار واسع في ساحات الصراع العالمية، وفي نهج المقاومة فإن سلاح الإعلام حربة قوية وفتاكة في الصراع العربي الصهيوني، فالعدو في الماضي نجح في استخدام أدواته الإعلامية المحلية والعالمية وسخرها لخدمة مخططاته ونواياه العدوانية، وتمادى به الحال لاستخدام نفس الوسيلة لتضليل الرأي العام العالمي وطرح وجهات النظر التي تخدم عدوانيته وتطمس دمويته، وفي الوقت ذاته تشوه صورتنا كعرب وتشوه صورة المقاومة، أما الأخطر من هذا وذاك أن العدو عمد إلى توجيه ضربات موجعة للإسلام والمسلمين في كل مكان عبر إعلامه تسببت في زعزعة وخلخلة العقيدة والنخوة في نفوس شبابنا، ومن هنا كان لابد من ظهور الإعلام المقاوم ليضع حدا لتطاولات وأكاذيب العدو، وكان الشرف ل "المنار" أن افتتحت الباب أمام الشرفاء والغيورين على أمتهم لتتسع دائرة الإعلام المقام العربي. * * * ألا ترى أن الإعلام المقاوم يحيد عن المعايير الإعلامية بتحيزه لطرف على حساب الآخر؟ * - قبل الإجابة أريد التوقف عند ما يسمى بالمعايير الإعلامية التي يتشدق بها العدو والغرب وبعض أنصاف العقلاء في أمتنا، فهذه المفاهيم أسسها وصاغها صهاينة منذ عقود، وفي الوقت الذي خالفها ونبذها صانعوها، لازلنا نتمسك نحن كعرب بها ويتقلدها كثير من الإعلاميين الذين تقلدوا الشيوعية وغرهم النموذج الغربي الهدام، وإذا تحدثنا عن الحيادية، فالأولى توجيه الكلام للإعلام الصهيوني الأمريكي وكذلك الغربي الذي يتعمد تزييف الحقائق والكذب وخداع الشعوب وتضليلهم، أما بالنسبة للمنار -وبشهادة العدو قبل الصديق- فإنها تنتهج الشفافية والمصداقية القصوى في نقل الحقائق، وإظهار الواقع الذي يبذل العدو وعملاؤه قصارى جهدهم من أجل إخفائها، من هنا لم نكن في حاجة إلى المبالغة أو الرد على الكذب بكذب، فنحن مؤمنون بأن الصدق وحده كاف لانتصار الإعلام المقاوم. * * *وهل من الممكن أن ينتصر الإعلام المقاوم بأدواته البسيطة في وجه ترسانات العدو الإعلامية؟ * - لقد انتصر بالفعل ويواصل انتصاراته، ومثلما انتصرت المقاومة المسلحة بأدوات بسيطة ولن تهزم بإذن الله، فلن يهزم الإعلام المقاوم، ويكفي أننا عرينا العدو وأظهرنا صورته القبيحة أمام العالم في زمن وجيز وأحدثنا شقوقا عميقة داخل الكيان الصهيوني، لنقضي على مجهودات بذلها على مدار العقود ومليارات الدولارات أنفقها من أجل تحسين وتلميع صورته، أما على المستوى العربي فقد نجحت المنار في تشكيل فكر ووعي عربي مقام من المحيط إلى الخليج، وعلى الصعيد المهني فالمنار هي المحطة الأولى عربيا الآن من حيث المشاهدة. * * *المنار متهمة بالتبعية لسياسات حزب الله والناطق الرسمي باسمه، فكيف تقبلون التنازل عن الاستقلالية الإعلامية؟ * - المنار ليست تابعة لحزب الله، فهي مؤسسة لبنانية مستقلة تتقاطع في المفاهيم والرؤى مع حزب الله، فنحن كإعلاميين نؤمن بأن الكيان الصهيوني عدو تماما مثلما تؤمن المقاومة الإسلامية اللبنانية والمقاومة الإسلامية الفلسطينية وكثير من حركات المقاومة العربية بل ومعظم الشعوب العربية والإسلامية، لذلك من واجبنا نقل صورة المقاومين الذين يجاهدون ضد هذا العدو، واتباع شتى الوسائل لنصرة هذه المقاومة، فنحن لم نفرق بين نصرتنا لحزب الله في حرب تموز، وبين نصرتنا للمقاومة الفلسطينية في حرب غزة، وأي صوت مقاوم في وجه هذا العدو سنناصره حتى النهاية، لكن هناك بعض من أزلام العدو يروجون لفكرة أننا نتلقى التعليمات من حزب الله، بالرغم من أن المحطة بها بعض المساهمين تابعين لحزب الله، إلا أنها وإدارتها وإعلامييها تتمتع باستقلالية إعلامية قلما توجد في أي وسيلة إعلامية عالمية . * * * ولكن جميع العاملين في المنار تابعون لحزب الله أو ينتمون للطائفة الشيعية؟ * - هذا ليس صحيحا، فيوجد في المنار عدد لا بأس به ممن هم ليسوا تابعين للحزب، لكنهم ليسوا أعداء للمقاومة، وللحق لا يوجد مناوئين للمقاومة في المنار، رغم أننا نعتمد بالدرجة الأولى على الكفاءات وليس على الانتماءات السياسية أو المذهبية، بدليل وجود إعلاميين وعاملين يحملون جنسيات عربية مختلفة ومذاهب بل وديانات مختلفة، فيوجد السني، الشيعي والمسيحي، لكن لا يوجد بيننا يهودي أو خائن لقضايا أمته. * * * ما ردكم على الاتهامات التي تقول إن المنار تروج للتشيع، ومتورطة في تصديرالفكر الشيعي لبقية العالم العربي؟ * - نحن نتعالى على الرد على هذه الاتهامات، لأن العدو هو من يروج لذلك، وللأسف يعاونه حلفاؤه الذين لا يضيعون ثانية من أجل تشويه المقاومة وفتح باب الفتنة بين المسلمين، وكل ما أود قوله إننا لا هدف لنا إلا توحيد الأمة والقضاء على الفتنة، ومحاولة إرجاع دعاة الفتنة إلى الطريق الصحيح، للأسف لقد نجح العدو في إضلال كثير من أبناء أمتنا، ليسخرهم خدمة لأهدافه الشيطانية باسم الدين والتقوى، والإسلام بريء من هذه الأفعال والتصرفات، وأشد ما يغضب الله ويخرج المرء من الإسلام هو استباحته لدم أخيه، ندعو الله يهديهم ويهدينا أجمعين، وأن نوحد بنادقنا في وجه عدونا. * * *كيف تبررون إذن اعتقال مراسلكم في المغرب "عبد الحفيظ السريتي" وحبسه من قبل السلطات المغربية لأكثر من عام؟ * - اعتقال الزميل عبد الحفيظ جاء بأوامر صهيونية، وجهت لكثير من البلدان العربية التي يوجد بها مراسلينا في سياق الحرب الصهيونية على المنار، وللأسف امتثل المغرب للصهاينة ودون مبرر يصرون على احتجاز إعلامي لا وظيفة له سوى أداء واجبه الإعلامي، وهذا للأسف تصرف يؤكد أن النظام المغربي يعادي المقاومة، وله أهداف مشتركة مع العدو من أجل القضاء عليها، وأنتم في الجزائر لديكم تجارب تؤكد أن العدو يحاول اختراقكم عبر هذه الجبهة، لكنكم والحمد لله متفطنون لمخططات العدو، وندعو الله أن يحفظ جزائر المقاومة من كل المخططات والمؤامرات؟ * * *وما رأيكم في الإعلام الجزائري ؟ * - حتى وقت قريب كنا نشعر أن الإعلام الجزائري بعيد كل البعد عن القضايا العربية، ولكن مؤخرا اكتشفنا أن بلدكم يحوي منبرا إعلاميا يدافع عن قضايا الأمة ويقاتل بشجاعة محسوبة في وجه الكيان الصهيوني، هذا المنبر هو جريدة الشروق التي نعتبرها الآن تتزعم الصحف العربية المقاومة، وحسب استطلاعات ودراسات يجريها مركز الدراسات الإستراتيجية التابع للمجموعة اللبنانية للإعلام، جاءت الشروق على رأس وسائل الإعلام العربية المكتوبة التي تنتهج خط المقاومة، فهنيئا لطاقمكم الإعلامي هذا الشرف النبيل الذي يتمناه أي إعلامي شريف.