الوفاق مطالب بمعجزة في لقاء العودة تلقى فريق وفاق سطيف هزيمة مفاجئة أمام الترجي التونسي في إطار ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال العرب من هدف سجله المتألق دراجي في الدقيقة 75 من المباراة على إثر هفوة في الدفاع السطايفي.. * * * الوفاق واجه هذه المرة فريقا من العيار سيطر على مجريات الشوط الأول وسجل هدفا من تسلل احتسبه الحكم ثم تراجع عن ذلك بعد رفع الراية من حكم التماس، وكانت قوة الترجي واضحة تكتيكيا أكثر حيث تمكن مدربه من التفوق على آيت جودي من هذه الناحية الامر الذي جعل الوفاق يبدو شبه مشلول وغير قادر على الوصول إلى منطقة الترجي في أغلب فترات الشوط الأول خاصة. * وفي الشوط الثاني تحسن اللعب من جانب الوفاق الذي خلق عدة فرص سانحة للتسجيل خاصة عن طريق الكرات الثابتة وخاصة تلك التي ضيعها جديات والأخرى التي أنقذها الحارس من قذفة أومبان الدقيقة، قبل أن يحدث السيناريو الأسوأ بالنسبة للسطايفية عندما قدم المهاجم النيجيري القوي إينيرامو فتحة جميلة بالعقب العالي على طبق من ذهب لزميله الدراجي الذي وجه نفسه وجها لوجه مع الحارس فراجي الذي لم ينفع خروجه في شيء. * بعد هذا الهدف بدا أن الآلة السطايفية وقعت تحت تأثير الصدمة لوم تتمكن من خلق فرصة جيدة للتعديل سوى في لقطة الحاج عيسى الذي يتمكن منها بالعقب جيدا قبل أن يمسكها حارس الترجي. * وبعد هذه النتيجة سيكون بطل العرب مجبرا على لعب مقابلة انتحارية في لقاء العودة بتونس لاستدراك ما يمكن استدراكه أمام فريق أثبت أنه أقوى من الوفاق على الأقل في هذه المقابلة. * * * قبل ساعات من انطلاق المباراة * الوفاق تعرض لضغط جماهيره لكن الإرادة كانت اكبر * عاش فريق وفاق سطيف يوم المباراة ضغطا رهيبا من أنصاره، أو بعض أشباه الأنصار الذين تنقلوا بكثافة إلى فندق الهضاب الذي كان يقيم فيه حيث أصروا على لقاء اللاعبين قبل انطلاق المباراة، وهو ما يفقد كثيرا تركيز اللاعبين ويؤثر على تحضيرهم. * واشتكت عناصر الوفاق كثيرا من ضغط الجماهير، وهو ما حذا بالطاقم الفني التعبير عن سخطه خاصة وان ذلك يؤثر معنويا على اللاعبين في وقت كان من المفروض أن يلتف الأنصار حول ناديهم وترك أشبال ايت جودي يركزون على اللقاء * * هاجموا الفندق وطالبوا بالتذاكر * وتواصل ضغط الأنصار الذين هاجموا فندق "الهضاب" وطالبوا إدارة النادي بتوفير التذاكر، ما جعلهم يدخلون في مشاحنات مع عمال الفندق و مسؤولي الفريق، لأنه من غير المعقول مطالبة الإدارة بتذاكر في وقت طرحت بالكامل في المنافذ المخصصة للبيع. * * الطاقم الفني حاول التخفيف من الضغط * وفضل الطاقم الفني منح اللاعبين الحرية التامة قبل المباراة حيث فضل البعض المكوث في غرفهم والبعض الآخر فضل التفسح ببهو الفندق هروبا من الضغط المفروض، قبل ان يتحدث الى اللاعبين ويشحذ الهمم. * وكان ايت جودي ومساعده زرقان قد حضرا جيدا للموعد من خلال اخر حصة تدريبية التي اجريت عشية السبت والتي تأكد بان ملامح التشكيلة واضحة جدا او قد ضبطت مسبقا. * * القيلولة..والتنقل إلى الملعب على سا 17:00 * وكالعادة وبعد تناول وجبة الفطور، خلد اللاعبون إلى النوم في قيلولة بسيطة في ظل الأجواء الباردة قبل التنقل إلى الملعب في حدود الخامسة مساء أي قبل ساعتين من المباراة. * وتفاءل اللاعبون كثيرا بتساقط الثلوج قبل انطلاق المباراة وهذا ما أعاد للأذهان كثيرا شتاء 1988 حينما ظفر بالتاج القاري. * * موج بشري تونسي لم يفقد الأمل في التأهل * ربما هي المرة الاولى التي يتنقل فيها التونسيون بهذا الشكل الى الجزائر او الى خارج البلاد، حيث استغلوا قرب المسافة و قوة المباراة في الدور قبل النهائي للحضور بقوة لمساندة فريقهم. * و بلغ عدد الانصار التونسيين الذين توافدوا على مدينة سطيف حوالي 1500 مناصر، بدؤوا في التوافد تباعا يوما قبل المباراة عبر الطائرة، ثم برا صبيحة المباراة. * وكانت أولى الوفود القادمة عبر نفس الطائرة التي أقلت الفريق زوال السبت مقدرة بحوالي 70 مناصرا، قبل أن تصل البقية في ساعات مبكرة من أمس حيث انتشروا عبر شوارع سطيف. * وحسب عدد من أنصار فريق الترجي الذين التقتهم فانهم قاموا بالحجز انطلاقا من العاصمة التونسية من خلال الحجز للفنادق و حصولهم على تذاكر المباراة. * وظل التونسيون يتجولون بحرية تامة مرددين شعارات الفوز ومرتدين اقمصة الفريق، اذ لطالما تشاهد صورة التفاف بين انصار الناديين. * واعجب التونسيون كثيرا بعين الفوارة وابدوا رغبتهم في زيارتها مرة اخرىن حيث اخذوا صورا تذكارية. * ويقول احد مناصر الترجي ان الاجواء الامنة والسمعة الكبيرة التي تحظى بها سطيف وعين الفوارة على الصعيد العربي حفزتهم كثيرا للتنقل الى عين المكان ومتابعة ناديهم. * * الثلوج تصنع البهجة في سطيف ..والوفاق تجارة لن تبور * كالعادة، كان السطايفية في الموعد أمس وصنعوا لوحات فنية رائعة من خلال التوافد الجماهيري الغفير الذي زاده تساقط الثلوج بهاء فكانت الفرحة فرحتين. * استيقظت عاصمة الهضاب مبكرا على غير العادة، على أنغام مجموعة من الشباب المتعطش لتكرار سيناريو المواسم الماضية وكانت عين الفوارة ملتقى كل من يعشق الكرة الجزائرية من كل جهات الوطن. * و رصدت الشروق جوانب من "البهجة" السطايفية التي امتزجت بين عشق للوفاق وفرحة بالانتخابات وأكملت الثلوج هذه الفرحة. * وإذا كان الهدوء سيد الموقف في الساعات الأولى من صبيحة أمس مع طغيان اللون الأسود والأبيض على الشارع الرئيسي للمدينة وتناغم ذلك مع الشعارات الممجدة للوفاق، فان منتصف النهار كان بالفعل لوحة فنية غاية في الجمال، من خلال استعمال الألعاب النارية وتواصل سقوط الثلوج بالإضافة إلى توافد عدد كبير من أنصار الترجي التونسي فكانت لوحة فسيفسائية ذكرت الجميع بالزمن الجميل. * ونشطت تجارة الألبسة الرياضية والأعلام والأوشحة بشكل لافت، فتحولت مباريات وفاق سطيف الى مصدر رزق لعائلات حولت بذلك كل ما هو ابيض واسود قابل للبيع، ووفاق سطيف الى تجارة لن تبور. * وقال احد الباعة الذين التقتهم الشروق انه يقطن بارزيو وقدم رفقة مجموعة من اصدقائه حيث صنع مجموعة من القبعات باحد ورشات الخياطة بوهران وظل يبيعها بسعر قدر بحوالي 200 دينار فبالتالي ضرب عصفورين بحجر واحد، متابعة المباراة والعودة برزق وفير. * يبدو أن القدر كتب على الوفاق قصة حب مع الثلوج، في كل مناسبة كروية هامة، ولعل ما حدث أمس نسخة كربونية لذكريات يعود تاريخها إلى أزيد من 20 سنة خلت حينما ظفر الوفاق بالتاج الإفريقي في ليلة "بيضاء". * وسيبقى تاريخ أمس محفورا كذلك في ذاكرة السطايفية مثلما علقت ذكريات 8 ديسمبر 1988 في ليلة مثلجة بقسنطينة، حينما توافد ازيد من 25 ألف سطايفي على قسنطينة رغم الثلوج الكثيفة.مما استلزم تسخير كافة الوسائل لإزالة الثلوج للسماح لأنصار الوفاق من متابعة اللقاء. * وربما هو سيناريو لم يكن منتظرا أمس خاصة وان المدينة لم يسبق وان عرفت مثل تساقط هذه الثلوج في عز فصل الربيع، وربما كان ربيع "سطيف" من نوع اخر. * * الشروق في دورية نحو سطيف * سجلت بعثة الشروق حضورا قويا في العدة والعتاد والتعداد في سطيف بمناسبة لقاء الذهاب حيث بلغت تشكيلة البعثة 06 أفراد نزلت بمدينة عين الفوارة خصيصا لتغطية أخبار المواجهة الساخنة بين بطل العرب ومنافسه الترجي التونسي، خاصة وأن الجريدة وقعت عقد سبونسور مهم مع إدارة الوفاق وتعد إحدى أقوى المؤسسات الراعية لبطل العرب وسجلت حضورها في كل المحطات الوطنية والعربية مع الوفاق السطايفي. * * أنصار الترجي في ضيافة الشروق * تصادف حضور أنصار الترجي القوي بقلب مدينة سطيف بإقامتهم لمهرجان احتفالي على وقع الفيميجان والهتافات التونسية بالقرب من مكتب الشروق الجهوي بعين الدروج أين قام ممثلون عنهم بزيارة مجاملة لمقر الجريدة وكانت الأجواء رائعة في الوقت الذي نالت طريقة عمل الجريدة إعجاب الأنصار الذين وجهوا دعوة لكامل طاقم الجريدة لزيارة العاصمة التونسية في لقاء العودة المنتظر يوم 26 أفريل الجاري. *