تصنع حركة مجتمع السلم هذه الأيام الحدث، ليس بملف فساد كشفت عنه، أو بمسؤول كبير في الدولة فضحت بالدليل القاطع والبرهان الساطع سوء تسييره وتبديده لأموال الشعب "المغبون"، أو بمشروع لحل مشكلة من المشاكل * أو بقراءة علمية وخبيرة لتداعيات الأزمة المالية العالمية وتداعياتها الفعلية على الاقتصاد الوطني. * وتصنع الحركة الحدث أيضا، ليس بوفد أرسلته إلى باريس من أجل تحريك جاليتنا هناك باتجاه الضغط على السلطات الفرنسية، عساها تتوب عن غيها، ويعود إليها رشدها، فتعترف بجرائمها في سطيف وڤالمة وخراطة ذات 8 ماي من عام 1945. * ولم تصنع حمس الحدث بالإعلان الجريء عن تنظيم مؤتمر استثنائي تراجع فيه خياراتها السياسية، وتكاشف من خلاله نفسها بأسباب فشلها، وحلفائها، في حشد الرأي العام وإنتاج نسبة نجاح (حقيقية) عالية في المواعيد الانتخابية المختلفة. * حركة مجتمع السلم صنعت الحدث بالانضمام إلى طابور "القبح السياسي" الطويل، طابور الأحزاب السياسية المصابة بسرطان الانتهازية و"الهمهم"، والتي امتلأت أجسادها بخلايا خبيثة تفرخ خلايا أخرى إلى ما لا نهاية، قيادة أم تخرج من ضلعها قيادة تصحيحية، التي تلد بدورها خيارا ثالثا وآخر رابعا..وهكذا. * في القديم كنا نقول بأن أداء تركة الشيخ محفوظ نحناح، رحمه الله، مهما كان ضعيفا، فإنه يجد دائما في انضباطها الداخلي والتزامها الحركي المثاليين، شفيعا، وكنا نشبه حمس بالأوركسترا السنفونية، التي تضم عشرات العازفين لكنها تصدر موسيقى جميلة متناغمة لأن الجميع ينظرون باتجاه قائد واحد..أما وقد سقطت هذه الورقة، لم يعد بأيدينا ما نستر به عورة مسؤولي هذه الحركة الذين سكتوا دهرا ونطقوا كفرا. * بصناعتها لهذا الحدث الرديء، لم تأت حمس بجديد، بل كرست فقط فكرة أن طبقتنا السياسية لا تجيد إلا إنتاج النكت "البايخة"، عبر فضائح غبية لا تنتهي..نكت يذهب بها الشعب "الزوالي" بعض شقاء نهاره وأرق ليله، وهو ما يدفعنا رأسا إلى الشعور بضرورة إمضاء عريضة نطالب فيها السلطات العليا في البلاد بتحويل مسؤولي هذه الأحزاب إلى حديقة التجارب، المعاد فتحها منذ أيام، من أجل الترفيه عن زوارها، ففي هذه الحالة فقط سنطمئن بأن الأموال، التي تدفعها الدولة لهم بسخاء، لها ما يبررها.