ما هي التكلفة المالية الحقيقية التي تخرج من الجزائر سنويا بإتجاه المملكة العربية السعودية حتى يتمكن الجزائري من أداء الركن الخامس من أركان الإسلام؟. * ارتفعت تكلفة أداء مناسك الحج السنة الماضية، متأثرة بعدة عوامل، منها ارتفاع تذكرة السفر، وكذا ارتفاع أسعار إيجار أماكن الإقامة بالمدينة ومكة المكرمة، هذان العاملان استنفرا الحكومة التي أعلنت الزيادة في التكلفة بعد سلسلة من الاجتماعات الوزارية المشتركة، وبعد اجتماع لمجلس الحكومة، التي اتخذت تدابير مرافقة لإعلان الزيادة وضمت أداء مناسك الحج إلى قائمة السلع والمواد المدعومة من قبلها لتقف تكلفة الحج عند عتبة ال28 مليونا و600 سنتيم للحاج الواحد، وإن كان معلوم أن حصة الجزائر بلغت 36 ألف حاج، فإنه بعملية حسابية بسيطة نجد أن الكتلة المالية التي تخرج من الجزائر سنويا والتي تتألف من المبالغ المالية التي يدفعها الحجاج تقدر بألف و29 مليارا و600 مليون سنتيم، وهو رقم مالي ضخم، يتوزع هذا المبلغ لتغطية الحصة التي توجه للبنك الجزائري، وكذا المبلغ الذي يوجه للحجز قصد السفر على الجوية الجزائرية. * بالاعتماد دائما على أرقام موسم الحج الماضي نجد أن أعضاء البعثة الوطنية الذين يمثلون هيئات رسمية، يدفع عليهم الجزائريون، أي من مجموع الكلفة الإجمالية ما مقداره 22 مليارا و880 مليون سنتيم، لأن لمن لا يعلم فإن أعضاء البعثة الممثلين لعدد من الدوائر الوزارية وتحديدا وزارة الداخلية والجماعات المحلية، وزارة الشؤون الخارجية ووزارة النقل، وكذا وزارة الصحة، وعدد من الدوائر الأمنية كالأمن الوطني والدرك، قبل أن يضاف لهم أعوان الحماية المدنية لا يدفعون شيئا، وإنما مصاريفهم تقتطع مما يدفعه الحجيج ضمن الكوطة المحددة للجزائر من قبل السلطات السعودية. * الحج الذي يعتبر فرض عين بالنسبة للمسلم المقتدر والمكتفي ماليا، أصبح عند العديد من الجزائريين شيئا ضروريا وأمنية الفقير، قبل أن تكون أمنية الغني، ولهذا نجد الكثير يعتمد سياسة إقتصادية محضة، يتقشف ويدخر، ويعتمد العقلانية في كل صغيرة وكبيرة حتى يتمكن من تغطية تكلفة الحج المقدرة بقرابة 29 مليونا، وإن كانت المفتشية العامة للمالية أكدت في تقارير سابقة لها أن ما يدفعه الجزائريون أكبر مما يصرف على أداء مناسك الحج، على خلفية الوديعة المتراكمة في البنك المركزي الجزائري، فيبقى المؤكد أن التكلفة التي يدفعها الحجاج الجزائريون والتي تضاف إليها مبالغ من العملة الصعبة يأخذها الحجيج، كإحتياط لمواجهة أي طارئ، يقتطع منها ويدفع لصالح أعضاء البعثة في مقابل تغطية ضعيفة جدا وخدمات لا ترقى للدفع نيابة عنهم. *