لا حج ولا عمرة للكبار والمرضى/ صورة: وكالة الانباء الفرنسية فتح قوائم الحج لكل المواطنين الذين تتوفر فيهم الشروط وارد سيسقط قرار وزراء الصحة العرب بمنع كبار السن فوق 65 عاما والأطفال دون 12 عاما والمصابين بأمراض مزمنة من أداء مناسك الحج هذا العام مثل الصاعقة على حجاج الجزائر، الذين تفوق عادة أعمار 70 بالمائة منهم السبعين سنة. * * حيث سيتعرض فوق 25 ألف جزائري للإقصاء هذه السنة مقابل قلة قليلة لا يتجاوز عددها 10 آلاف ستنجو لعامل السن في حال تطبيق القرار. * قال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية إبراهيم الكرداني إن وزراء الصحة العرب اتفقوا في اجتماع طارئ لوزراء الصحة العرب الأعضاء في المكتب الاقليمي للمنظمة لمنطقة الشرق الأوسط الأربعاء على استبعاد بعض الفئات من الحج، ويتعلق الأمر بالأشخاص فوق 65 عاما والأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 12 عاما والمصابين بأمراض مزمنة، بسبب مخاوف من فيروس الأنفلونزا (اتش1 ان1)، مع حث الحكومات المعنية بالموافقة على القرار بما في ذلك المملكة السعودية دون تدخل طرف في تقييد عدد الراغبين في أداء مناسك الحج والعمرة. * وفي حال موافقة الدول العربية على هذا القرار بينها الجزائر، ستجد السلطات وعلى رأسها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف والديوان الوطني للحج والعمرة نفسها مضطرة لإقصاء نحو 25 ألف جزائري من بين 36 ألف من أداء مناسك الحج بين الذين فازوا في قرعة هذه السنة، إذا ما اعتمدنا تصريحات وزير الشؤون الدينية والأوقاف شخصيا ومعه مدير الديوان الوطني للحج والعمرة اللذين يؤكدان في كل مناسبة أن نسبة المسنين الذين تفوق أعمارهم 70 سنة بين حجاج الجزائر تفوق 70 بالمائة. * ورغم أن الجزائر أخذت قرارا متذبذبا، في وقت قريب، بمنع المسنين والمرضى من أداء مناسك الحج هذه السنة نزولا عند دعوة السلطات السعودية لذلك، إلا أن القرار لو جاء ملزما من قبل منظمة الصحة العالمية سيكون بمثابة المقصلة التي تطول عددا كبيرا من الجزائريين الذين لا يتمكنون من التفكير في حج بيت الله وأداء الركن الخامس للإسلام إلا إذا اجتمعت لهم ظروف يكون غالبيتهم عندها قد أشرفوا على الهلاك. * كما هو معروف أن الاستطاعة المادية بأداء ركن الحج للجزائري وفق النسق الاجتماعي المعروف عندنا لا تتوفر إلا إذا غابت الاستطاعة الصحية والعقلية في بعض الأحيان، حيث أن ارتفاع تكلفة الحج لا تتوفر للجزائريين إلا بعدما يكبر الأبناء ويتعاونون على جمع مصاريف الحج للوالدين بعدما يكون هؤلاء قد فقدوا الاستطاعة على أداء المناسك بفعل تقدم السن والأمراض والهون، كما جرى العرف عندنا ان أداء الركن الخامس للإسلام هو "رحلة غسل العظام" في خريف العمر كختام لأيام القوة والنشاط، والقلة من الجزائريين الذين يؤدون الحج في سن الشباب هم في الغالب ميسورو الحال والمتدينون والسلفيون أو التجار. * وسيصطدم القرار بمنع المسنين والمرضى والأطفال من الحج هذا العام مخافة إصابتهم بفيروس انفلونزا (اتش1 ان1) بعدة إشكالات ستواجهها السلطات تكون أساسا في شكل انخفاض عدد حجاج الجزائر وإشكالية إعادة تعيين مترشحين آخرين لأداء مناسك الحج، خاصة وأن القوائم تضبط بعد إجراء عملية القرعة على مستوى البلديات. * فإذا ثبت أن العدد الهائل من الجزائريين سيقصى فعلا بفعل العوامل المذكورة، ستلجأ مصالح الديوان الوطني للحج والعمرة، لإنقاذ الموسم، إلى البحث في قوائم الانتظار عن مترشحين شباب تتوفر فيهم الشروط أو سيفتح الديوان العملية لعامة المواطنين ممن تسمح ظروفهم المادية والصحية بالحج هذه السنة، وستكون بذلك فرصة لمن حاولوا على مدى سنوات دون أن يوفقهم الحظ في حج بيت الله لأن حصة الجزائر هي في الأخير 36 ألف حاج.