قضت،الأحد، محكمة الجنح بآرزيو بالبراءة التامة في حق "ب.كمال" المدير السابق لمصلحة الاستعلامات العامة بوهران من تهمتي حيازة المخدرات والصور الخليعة التي جاءت بهما تقارير أعدّها فريق محققين أوفدتهم المديرية العامة للأمن الوطني لتفتيش المصلحة قبل تحويل الملف على القضاء. * * قرار العدالة الذي صدر بعد مداولة دامت أسبوعا في القضية، والتماس وكيل الجمهورية لدى محكمة آرزيو فيها 10 سنوات سجنا نافذا في حق مسؤول الأمن المذكور، اعتبرته هيئة الدفاع "انتصارا جديدا للعدالة، وتجسيدا فعليا لمبدأ القانون فوق الجميع"، وبمجرد النطق بحكم البراءة شوهد الرئيس السابق لمصلحة الاستعلامات العامة بوهران وهو يذرف دموع الفرح، ونفس ردة الفعل انتابت زوجته وأولاده وأصحابه ممن غصّت بهم قاعة المحكمة، وكانوا يترقبون الكلمة الفصل من العدالة على أحر من الجمر. * يذكر أن مدير استعلامات الشرطة السابق كان رهن الحبس المؤقت منذ ال 8 ديسمبر الفارط في قضية حيازة 19 غراما من المخدرات وصور فوتوغرافية زائد أشرطة فيديو تجمعه وزوجته الثانية، وفجرت تصريحاته التي أدلى بها في آخر محاكمة معلومات خطيرة اعتبرها ممثلون عن هيئة الدفاع بمثابة الحلقات المفقودة التي قدمت تفاسير جديدة لخدمة الحقيقة في القضية عندما صرح لهيئة المحكمة أن "أعضاء لجنة التفتيش قايضوني بتسليمهم ملفات مصلحة الاستعلامات المتعلقة بالنبش عن تجاوزات خطيرة ارتكبها مسؤولون مركزيون في مقابل عدم التبليغ ضدي في قضية المخدرات"، وركز أيضا على عدم عثور اللجنة المذكورة على المخدرات طيلة الأيام الثلاثة الأولى التي قضتها في تفتيش مكاتب المصلحة بعد تشميعها وغلقها منذ الوهلة الأولى إلا على أصحاب المهمة، ليتفطنوا إلى موضعها في اليوم الأخير منها، أما بخصوص ضبط صور إباحية بداخل درج مكتبه، فقد أكد أنها تخصه وزوجته ولم يطلع عليها أحدا غيرهما، مثلما لم يقم مطلقا بترويجها، كما أن الدفاع أكد على عدم وجود أي مادة في القانون تعاقب على ما فعله موكله مع قرينته، وأن له دوافعه الشخصية التي حتمت عليه القيام بهذا الأمر، فيما جاءت شهادة زوجته لتؤكد الضغوط المطبقة على العائلة، حيث صرحت بتعرضها إلى الابتزاز هي الأخرى من طرف محققين تقول أنهم "حرضوني على رفع دعوى قضائية ضد زوجي أدعي فيها أنه كان يضربني ويساومني بالصور نظير عدم ترسيم الزواج العرفي" في مقابل إخلاء سبيلها من القضية، لكنها أكدت رفضها العرض، وشهدت أن التقاط تلك الصور كان برضا متبادل فيما بينهما.