السيدان: عبد الناصر معوش وصالح مرابطي الفيدراليات الجزائرية لا تدعمنا على غرار باقي الجاليات المسلمة أكد، عبد الناصر معوش، رئيس مسجد "السلام" لي مورو بليل دو فرنس، ل"الشروق اليومي"، أن مساجد الجالية الجزائريةبفرنسا تفتقد لدعم الفيدراليات الثماني المنضوية تحت لواء مسجد باريس، مقارنة بباقي الإخوة للجاليات الإسلامية مثل المغرب وتونس. * وأوضح المتحدث، أن مشروع بناء مسجد لي مورو سينطلق، الشهر الجاري، فيما قال إنهم يجدون صعوبة في قضية التمويل "والمصلين هم من يمول بناء المساجد ومسجد باريس أفادنا أنه لا يملك الدعم الكافي وننتظر غلافا ماليا من وزير الشؤون الدينية الذي طالبنا بالملف النهائي بعد الاتصال به مرتين". وأفاد معوش حصولهم على الأرضية كان بمساعيهم الخاصة حيث اشتريت، نهاية الثمانينات، ب300 ألف أورو، مضيفا أن قيمة المشروع 2 مليون 700 ألف أورو. * واستغرب معوش عدم اهتمام، جمال ولد عباس وزير التضامن الوطني والأسرة والجالية بالخارج، معتبرا أنه مطالب بمساندة الجمعيات الإسلامية بفرنسا "لأننا نلعب دورا مهما في تربية الأولاد، نحن فقط لدينا 230 طفل يدرسون نهاية الأسبوع، السبت والأحد، نفتخر بالمستوى لكننا نفتقد لاهتمام السلطات"، مضيفا "أعطينا نظرتنا للوزير ولد عباس في آخر زيارة له ووعدنا بإيصال رسالة لرئيس الجمهورية للإعانة ومنح الاعتبار، ونريد من ولد عباس العمل مع القاعدة في وسط الجالية". واعترف معوش بوجود خطر من زحف المغاربة على المساجد التي شيدها جزائريون وطالب رئيس الجمهورية بإعطاء اهتمام خاص للجالية، مستدلا بالكفاءات التي تضمها الجمعية من طبيبان ومهندس "ويمكنهم إفادة الجزائر بطاقاتهم وفي حال افتقادنا للدعم السياسي لا يمكننا التقدم". * وفي سياق معاكس، أكد معوش أن الجالية المغربية تتلقى دعما من السلطات الملكية، موضحا أن المسجد الحالي للمغاربة الواقع في مقاطعة 78 بباريس وضع حجر أساسه جزائريون، وقام القنصل المغربي الذي رحب بالمغاربة وقال إنه يجشع نشاطهم. * رئيس الجمعية الإسلامية بمنطقة "تور" ل"الشروق": * نسعى لتشكيل لوبي جزائري بفرنسا ولكن السلطات تحطمه * * قال، صالح مرابطي، رئيس الجالية الإسلامية بمنطقة "تور" ل"الشروق" إن تخوفات كبيرة تعتريهم بشأن مستقبل الجيل الثالث من أبناء الجالية الجزائرية المولودين بفرنسا، حيث أفاد أنهم يفتقدون للغة العربية ومقومات الهوية ويبتعدون رويدا رويدا عن المرجعية الدينية ويعيشون في جو لائكي علماني، "فكل هذه القضايا تشكل نقاش الساعة ويجب أن تؤخذ بعين الاعتبار"، موضحا أن المشكل ليس في الإرادة وإنما في غياب التنسيق مع أشخاص مسؤولين. * وأكد مرابطي أن المشكل الرئيسي هو غياب الحوار بين الجمعيات الإسلامية للمساجد والهيئات الرسمية، مضيفا "وعليه نسعى للتعبئة وإعطاء الوسائل للنشاط الجاد، وقضية لوبي بفرنسا من حقنا بحكم حجم الجالية الجزائرية وهذا تحدي يجب أن تعيه السلطات بالاستمرار في تكوين الأئمة". وأشار المتحدث إلى مشكل الذين عادة لا يحسنون توصيل الرسالة لغياب عامل لغة البلد للتواصل مع الشباب، "نحن نعرف مسارنا وأصلنا لكن أبناءنا بحاجة إلى توضيح". * وتأسف مرابطي لعدم استغلال السلطات الجزائرية للعلاقات التي يضمنها أبناء الجزائر من النخبة في فرنسا، موضحا "لدينا علاقات يجب إثراءها، وللأسف مثلا "مير" تور استقبل في المغرب أحسن تمثيل والآن منح له مشروع تهيئة القصور الملكية بورود منطقة تور، في حين انه ذهب للجزائر بحكم أن زوجته جزائرية، واقترح تزاوج جامعة تور ذات حوالي 25 تخصصا علميا مع جامعة بجاية ثم مستغانم لكنهم ضحكوا عليه، والآن هو يعمل مع بلدية مراكش، للأسف يجب أن نكون مدركين أهمية الموضوع". * * ساركوزي اعترف بقوة الإسلام بفرنسا بلقائه 200 إمام سنة 2003 * * اعترفت السلطات الفرنسية بضرورة إيجاد آليات اندماج الإسلام في المجتمع الفرنسي، وذلك سنة 2003 من خلال اللقاء "التاريخي" الذي جمع الرئيس الفرنسي الحالي، نيكولا ساركوزي، أيام توليه وزارة الداخلية، حيث التقى ساركوزي، عشية انتخابات المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية حوالي 200 إمام في مؤتمر وطني بمسجد لي مورو لنقاش القانون الخاص بالأئمة، واعتبر حينها ساركوزي أن حضوره ليس تدخلا في الديانة، بحسبه، وإنما للتأكيد على القانون الفرنسي لسنة 1905 القاضي الذي بحماية ممارسة كل الديانات في إطار الجمهورية الفرنسية.