المساجين الجزائريون في ليبيا يعيشون الجحيم اعتصمت 27 عائلة من عائلات المساجين الجزائريين المتواجدين بالسجون الليبية أول أمس، أمام مقر وزارة الشؤون الخارجية لدفع السلطات الجزائرية على تحمل قضية أبنائهم بهدف تسريع ترحيلهم نحو الجزائر، وقد منعت مصالح الأمن هذه الوقفة التي تزامنت مع غياب المسؤولين والموظفين عن الوزارة لكون الخميس يوم عطلة. وقال المحامي عبد المجيد كلفالي الذي تبنى في وقت سابق قضية المساجين الجزائريين في تصريح ل "الشروق اليومي" عقب الاعتصام، أنه لا يرغب في أن تصبح القضية سياسية بين البلدين الشقيقين، وطالب من السلطات العمومية توظيف العلاقة الجيدة مع الرئيس الليبي، لحل الإشكالية وتسريع ترحيل المساجين، ورحب بمبادرة التضامن لعدد من المحامين وعلى رأسهم القانونية فاطمة الزهراء بن براهم والمحامي بوعشرين المغربي الجنسية. هذا، وأكدت المحامية بن براهم في لقاء جمعها مع ممثلي العائلات عقب الاعتصام، أنها ستشرع في وساطة لإيصال انشغال المساجين، حيث تعهدت بتسليم الملف لرئيس الحكومة الليبي ووزارة العدل وعدد من المسؤولين. وقال كل من قاسمي عبد القادر ورمضاني لزهر، ممثلين عن العائلات في زيارتهم لمقر "الشروق اليومي" أمس، أن هناك 11 سفارة افريقية والسفارة السورية اتصلوا بالمساجين الجزائريين بليبيا، واقترحوا عليهم التدخل لإجراء عمليات وساطة، مشيرين إلى شروع السفارة المغربية في إجراءات تسطير قائمة خاصة بترحيل رعاياها، وأعرب المتحدثان عن رغبتهما في تبني الرئيس السابق أحمد بن بلة القضية، بحكم العلاقة التي تربطه بالعقيد القذافي، وقال رمضاني شقيق السجين عبد الحليم، أن المساجين هددوا بالانتحار الجماعي، خاصة بعد قيام أربعة منهم بإخاطة أفواههم عقب الإضراب عن الطعام، مضيفا أن الحالة الصحية لعدد من الموقوفين متدهورة، وأبدى تخوفا من تعرض بعض المساجين لحالات التهاب الكبد الفيروسي. ويشار الى أن عددا من الموقوفين لم يحاكموا إطلاقا، بسبب غياب الطرف الآخر الليبي، وأفاد ممثل العائلات أن عدد المساجين الحقيقي يبلغ 60 جزائريا في الوقت الراهن، بعد إجراءات ترحيل ل 106 شخص باشرتها السلطات الجزائرية في وقت سابق، عقب إصدار العقيد معمر القذافي العفو الرئاسي. * جزائري آخر يتعرض لضغط سكري حاد ويلازم الفراش منذ 4 أيام تدهورت، أمس، الحالة الصحية للسجين الجزائري الموقوف منذ سنة 2004 بدون محاكمة، بسجن عين زارة بطرابلس العاصمة الليبية، حيث أصيب بارتفاع حاد في ضغط السكري، بعدما كان قد لازم الفراش لأربعة أيام على التوالي، ويتخوف رفقاء السجين من الموقوفين الجزائريين أن ينتهي مصير المريض لنفس مآل الجزائري المتوفى، الأسبوع الماضي، داخل سجن صرمان، وأكد قاسمي عبد القادر ممثل عائلات المساجين في تصريح ل "الشروق اليومي"، أن السجناء اتصلوا به أمس، وأفادوه أن حالة السجين (عبد الحميد.ب) البالغ من العمر 32 سنة من مدينة وادي سوف "لا تبشر بالخير وهو على أبواب الموت". وبعد اتصالات حثيثة لم نتمكن من الاتصال بأي جزائري رغم توفرنا على عشرات الأرقام، لمعرفة تطورات الوضع هناك ومصير باقي الموقوفين.