صورة من الارشيف كشف ممثل جمعية عائلات الحراڤة كمال بلعابد، أمس، عن مغادرة عدد من القوارب شاطئ عنابة نحو إيطاليا تزامنا مع المقابلة الكروية التي جمعت الفريقين الجزائري والمصري يوم الأحد، وقد اتصل الكثير من هؤلاء الحراڤة بأسرهم وطمأنوهم على صحتهم، وبوصولهم بسلام، وينتمي الكثير من هؤلاء إلى أسر معروفة بعنابة. * وقال كمال بلعابد بأنه خلال ال 15 يوما الأخيرة تم التأكد من إقدام أزيد من 30 شابا على ركوب قوارب الموت، انطلاقا من شاطئ عنابة من أجل بلوغ الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط، وقد جاءوا من المناطق المحاذية للولاية، ومن ضمنهم من قدموا من ولايات جنوبية، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر وادي سوف. * وتلقت جمعية عائلات "الحراڤة" اتصالات عديدة خلال الأيام الأخيرة من طرف الكثير من الأسر، التي أبلغت عن مغادرة أبنائها شاطئ عنابة باتجاه إيطاليا، مؤكدة بأنها تفاجأت بتلقي مكالمات هاتفية من أبنائها عقب وصولهم إلى الأراضي الإيطالية، مغتنمين فرصة استقرار الأحوال الجوية، وكذا هدوء أمواج البحر، إلى جانب انشغال الجميع بالمقابلة الكروية التي جرت ما بين الفريقين الجزائري والمصري مؤخرا، وكذا حالة الفرحة العارمة التي اعترت الجميع بعد الفوز الذي حققه الفريق الوطني. * ويؤكد المصدر ذاته بأن عمليات "الحرڤة" لم تتوقف يوما بعنابة، بأنه لا يمكن حصر عدد القوارب التي تغادر الشاطئ يوميا تقريبا، بالنظر إلى السرية التامة التي تحيط بها، إلى جانب استحالة تمّكن حراس السواحل من مراقبة وترّصد كافة تلك القوارب، مسندا أقواله إلى المعلومات التي تقدمها الصحافة الأجنبية باستمرار حول وصول مهاجرين غير شرعيين إلى الضفة الشمالية من البحر المتوسط، خصوصا باتجاه إيطاليا واليونان وإسبانيا. * وتأسّف الناطق باسم عائلات "الحراڤة" كمال بلعابد للتصريحات الأخيرة التي أدلى بها وزير التضامن جمال ولد عباس مؤخرا، التي حصر فيها عدد "الحراڤة" الجزائريين في إيطاليا ب 48 شابا فقط، معلنا بأنه خلال شهر جوان من السنة الماضية تم إحصاء أكثر من 400 حراڤ قصدوا إيطاليا في ليلة واحدة فقط، ناهيك عن القوارب التي أكد حراس السواحل الإيطاليون وصولها إلى بر الأمان. * وفي تقدير المصدر ذاته فإن التقليل من الرقم الفعلي "للحراڤة" الجزائريين المتواجدين في بلدان أوروبية، من شأنه أن يعمّق معاناة ومأساة أسرهم، خصوصا بالنسبة للعائلات التي لم تتمكن لحد الآن من معرفة مصير أبنائها، سواء أولئك المتواجدين في أوروبا أو في الدول المغاربية من بينها تونس والمغرب. * وتتخوّف عائلات "الحراڤة" من أن يمنع عدم تعامل السلطات المعنية بالشكل الصحيح مع هذا الملف، إحراز أي تقدم في الموضوع، في وقت تسعى فيه تلك العائلات للبحث عن من يمدها بيد العون، ويسهّل عليها الاتصال مع الجهات الدبلوماسية الأجنبية بغية التوّصل إلى مصير الحراڤة المفقودين.