الأطفال تحت رحمة النقال في غياب رقابة الأولياء كشفت دراسة حديثة قامت بها الهيئة الوطنية للصحة وترقية البحث الطبي "فورام"، التي يرأسها البروفيسور مصطفى خياطي أن حوالي 84 بالمائة من التلاميذ، خاصة في الطور الإكمالي والسنة السادسة ابتدائي الذين يملكون هواتف محمولة لا يتصلون بعائلاتهم، إلا في حالات نادرة ويستخدمون هذه الأجهزة في مكالمة رفقائهم وأصدقائهم أو للاستماع إلى الأغاني المسجلة أو اللعب. * ودعا البروفيسور خياطي الأولياء للتحلي بأكثر وعي ومسؤولية وضمان ما وصفه "التواصل" مع أبنائهم لضمان مراقبتهم، ومنها وقايتهم من انحرافهم أو استغلالهم من طرف شبكات إجرامية، خاصة في ظل موجة الاختطافات التي تطال اليوم، القصر وتطور هذا النوع من الإجرام إلى المتاجرة بالأعضاء البشرية. * * وسجلت دراسة قامت بها هذه الهيئة متوفرة لدى "الشروق اليومي" أن الهواتف النقالة أصبحت متاحة للجزائريين بمختلف فئاتهم وأعمارهم وتملك أغلب العائلات أكثر من هاتف واحد وتمت مساءلة عينات في وسط المؤسسات التربوية وداخل نادي الانترنيت حول عدد الهواتف النقالة المتوفرة في البيت. * * وتكشف الأرقام أن 87 بالمائة من التلاميذ الذين يدرسون في الطور الابتدائي، أي من السنة الأولى إلى السادسة، يتوفرون على أكثر من هاتف نقال واحد مقابل 7 بالمائة صرحوا أنهم لا يملكون هاتفا محمولا في المنزل مقابل 6 بالمئة يتوفرون على هاتف نقال واحد، وذلك من مجموع 141 عينة من تلاميذ الطور الابتدائي وتوصلت الدراسة إلى أن أغلب التلاميذ المتمدرسين في السادسة يتوفرون على هاتف نقال خاص بهم، وقال ان 91 بالمائة من تلاميذ الطور الإكمالي من مجموع 264 عينة أنهم يملكون أكثر من هاتف نقال في البيت مقابل 3 بالمائة أكدوا أنهم يملكون أكثر من هاتف نقال و6 بالمائة صرحوا أنهم لا يملكون هاتفا محمولا في البيت. * * أما الثانويون الذين شملتهم العملية من مجموع 270 عينة، فإن 89 بالمائة من عائلاتهم تتوفر على أكثر من هاتف نقال و3 بالمائة منها على هاتف نقال واحد و8 بالمائة أجابوا بأنهم لا يملكون نقالا في المنزل. * * وتوصلت الدراسة إلى أن سبر الآراء الذي قامت به "فورام" في نوادي الانترنيت، وسط الرواد على المواقع وأغلبهم غير متمدرسين، إلى أن 77 بالمائة منهم يتوفرون على أكثرمن هاتف نقال و5 بالمائة على نقال واحد، فيما صرح 18 بالمائة أنهم يفتقدون لذلك وذلك من مجموع 300 عينة. * * وتشير نفس الدراسة إلى أن 87 بالمائة من تلاميذ الابتدائي لديهم هاتفا نقالا وأغلبهم يدرسون في السنة السادسة أساسي، مقابل 91 بالمائة من تلاميذ الإكماليات و89 بالمائة من الثانويين و77 بالمائة من رواد نوادي الانترنيت، حيث يتوفر اليوم، أغلب الجزائريين على هاتف نقال، لكن مجالات استخدامه تتمثل غالبا في الإتصال بالأصدقاء واللعب وسماع الأغاني، وسجلت حالات محدودة للاتصال بالأهل، خاصة الوالدين، ما يعكس غياب الإتصال داخل الأسرة.