النجاح بولاية المدية قفزة نوعية هذا العام سواء من حيث المرتبة أو نسبة النجاح التي بلغت 52%، بزيادة قدرت ب20.71%، غير أن المتتبع للشأن التربوي يدرك أن المدية لازالت تقبع منذ 5سنوات في المراتب الأخيرة، وفي هذه السنوات الأربع حققت المدية نتائج متذبذبة جعلتها دوما تحتل المراتب السبع الأخيرة، ففي سنة 2005 احتلت المدية المرتبة 41، بنسبة نجاح قدرت ب36.80%، لتواصل في سلسلة النتائج السلبية حيث احتلت المرتبة 46، ولم تشفع لها نسبة 46.32% في احتلال مراتب متقدمة، لتسقط ولاية سقوطا حرا العام2007، أين احتلت المرتبة ما قبل الأخيرة وطنيا، بنسبة أسالت الكثير من الحبر أنذاك والتي لم تتعدى سقف 31.44%، ولمعرفة هذا التقهقر والتذبذب في النتائج، كانت لنا لقاءات مع بعض الأساتذة فانصبت مجمل آرائهم على مشكلي ضعف مستوى جل تلاميذ متوسطات المدية في مواد اللغة الأجنبية، والتي تساهم بقسط كبير في ارتفاع نسبة الرسوب، نظرا للنقاط الكارثية التي يتحصل عليها التلاميذ في هذه المادة، حيث يبقى مستوى تلاميذ جل المتوسطات ضعيف إذا استثنينا بدرجة أقل عاصمة الولاية وبعض المدن الكبرى، وقد أرجع الأساتذة هذا التدهور، لأسباب منها أن التلاميذ لم يتلقوا الدروس بالشكل الكافي في المرحلة الابتدائية نظرا للعجز المسجل في مادة الفرنسية، كما أن الكثير من المتوسطات نجد أساتذة مستخلفين لا علاقة لهم بالتخصص بتاتا، يشرفون على هذه المادة التي تبقى الشبح الأسود للتلاميذ، دون أن ننسى مادة الرياضيات، فالمشكل فيها يبقى وطني إلا أن الملاحظ في هذا العام، الاستثناء الذي حققته متوسطة أم الجليل النائية، بعد أن كانت المراتب الأولى تحتكرها متوسطات عاصمة الولاية، فالمسؤولية يتقاسمها الجميع بدءا من الأولياء، حيث عبر لنا الكثير من الأساتذة أن 95% من الأولياء لا يتابعون أبنائهم ولا يكلفون نفسهم عناء التنقل للاستفسار عنهم، إلا بعد نهاية العام الدراسي، وإذ كان التلميذ قد رسب أم لا، أما المسؤولين على القطاع فوجب عليهم تكثيف دروس الدعم في مواد اللغات الأجنبية والرياضيات، مع إجبار التلاميذ على الحضور وكذا توفير الإمكانيات على غرار المطاعم، خاصة بعد أن تبين لنا أن إكمالية بئر بن عابد بها أزيد من 650 تلميذ محرومين من المطعم المدرسي، فإذا نظرنا إلى أسباب الداء وشخصنا الدواء ونكف عن الافتخار بنسبة يراها الكثير من المحايدين، أنها تبقى ضعيفة هنالك نستطيع أن نسمو بولاية بن شنب إلى المراتب المتقدمة.