صرنا نخشى أن تصبح "جهنم" تحت أقدام الأمهات والنساء عموما بعد أن ازدحمت محاكمنا وسجوننا بالنصف الثاني للمجتمع.. في إرهاب أخلاقي جديد لا مبرر له في جزائر إشتهرت بالجميلات من أخوات الخالدات جميلة بوحيرد وجميلة بوعزة وجميلة بوباشا.. * آخر التقارير الأمنية في الجزائر كشفت عن توقيف مائة وثمانين امرأة شهريا بين عاهرة ومهرّبة، وهو رقم برغم فظاعته يبقى دون الحقيقة، لأن ما خفي أعظم وأقذر.. فإذا كان للعهر أسباب اجتماعية في كل دول العالم أهمها انعدام الوازع الأخلاقي الديني والفقر، فإنه عندنا جاوز كل هذه "القواعد"، حيث يتورّط عادة صاحبات النفوذ والمتزوجات والثريات اللائي لا تحتجن مليما واحدا، كما حدث في كشف أول عملية تصوير فيلم إباحي بمدينة عنابة منذ ثلاث سنوات، حيث اتضح أن البطلة المجرمة مثقفة جدا ومن عائلة ثرية وعريقة. * إلى زمن قريب انتقد بعض القراء كشف "الشروق اليومي" والصحافة عموما لهذه الأوكار التي تتاجر بأجساد بناتنا ورأوا أن التطرق لمثل هذه الحقائق فيه خدش للحياء، ولكنهم الآن اقتنعوا أن الهدف من كشف وجه الإرهاب الأخلاقي الذي يضرب مجتمعنا أفضل من التستر عليه، والقرآن الكريم والكتب السماوية التي كانت صحف إبراهيم وموسى وبقية الأنبياء والرسل ذكرت ما فعله أقوام السوء في "مدين وعاد وسدوم" فكانت أحسن القصص والعبر لكل الناس في كل مكان وزمان. * صحيح أن الحقيقة مؤلمة ومخجلة، لكن أن نبقى ندعّي العفّة كلها ونتستر على الخطايا فتلك هي الجريمة الكبرى في حق مجتمعنا الذي أخذ من التكنولوجيات الحديثة قشورها إلى أن تحولت هذه التكنولوجيات وفي قلب جامعاتنا إلى أدوات للانحراف.. وبدل أن تعود الطالبة إلى أهلها بشهادة الليسانس غارفة من فاكهة العلم، عادت وقد أتقنت أقذر المهن وأقدمها على الإطلاق. * عندما عجز الاستعمار الفرنسي بعد قرن من احتلاله الجزائر عن كشف وجه امرأة عاصمية واحدة في احتفالية قرن من دخوله الجزائر، كانت تلك الصفعة دليلا على أن العفة من مكونات كروموزومات مجتمعنا.. ولكن الطفرة البائسة شوّهت وجه "الجميلات"، ولم يعد أحد يأبه لأخبار جزائريات يمتهن أقدم مهنة في بلاد الشام وأوربا مادام الصمت قد شلّ المجتمع أمام ما يشاهده في قلب المدن المحافظة التي أنجبت شيوخ جمعية العلماء المسلمين، فما بالك ببقية المدن "العصرية". * الشيخ عبد الحميد بن باديس قال أنه لا يريد من نسائنا أن تطرن بأنفسهن وإنما أن تلدن لنا رجالا يطيرون، لكنهن الآن صار منهن من تطرن وتسبحن وتزحفن وتنبطحن في عالم الرذيلة ونخشى أن يوصلنا هذا الصمت إلى جمهوريات الرق التي نسمع عنها في شرق آسيا، وحينها فعلينا وعلى الجغرافيا والتاريخ مليون .......سلام.