تصوير يونس أوبعيش جندت قيادة الدرك الوطني أفراد المفرزة الخاصة للتدخل وهي عبارة عن قوات خاصة تابعة للدرك على مستوى مواقف القطارات باتجاه العاصمة وبومرداس والبليدة في انتظار تعميمها على المستوى الوطني. * * وانطلق "الصاعقة" في العمل على مستوى هذه المحطات منذ الخميس الماضي، حيث يتوزعون على فرق تقوم بالتنقل على متن القطارات و"تمشيطها" في أوقات مختلفة وبصفة فجائية لردع الاعتداءات التي يتعرض لها الركاب والرشق بالحجارة في "النقاط السوداء" ومكافحة التهريب بعد تسجيل تنقل المهربين على متن القطارات للإفلات من الرقابة الأمنية المشددة على الطرقات. * وأفادت مصادر مؤكدة ل"الشروق"، أن تأمين القطارات يندرج أيضا في إطار استيراتيجية مكافحة الإرهاب أيضا وإحباط محاولات تسلل الإرهابيين الى العاصمة قادمين من المعاقل الرئيسية للتنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" بعد تشديد الرقابة على تحركاتهم في الحواجز الأمنية المدعمة بكواشف عن المتفجرات. * وكانت معلومات متوفرة قد أشارت الى أن مولاي رشيد (حذيفة أبو يونس العاصمي) أمير المنطقة الثانية (ولايات الوسط) قد وجه تعليمات لأتباعه للتنقل عبر القطار الرابط بين بومرداس والعاصمة لتنفيذ اعتداءات انتحارية بمناسبة عيدي الاستقلال والشباب، وتوفرت معطيات لدى أجهزة الأمن عن لجوء التنظيم الإرهابي الى البحث عن وسائل نقل "أكثر أمنا"، حيث قام أتباعه بالتنقل عبر قوارب الصيادين وأيضا استخدامها في نقل المواد المتفجرة والسلاح وهو المخطط الذي تم إحباطه، ليتم تكثيف الرقابة والمداهمات للقطارات. * الساعة تشير الى العاشرة والنصف صباحا، المكان محطة آغا، يقوم رئيس فرقة تابعة للمفرزة الخاصة للتدخل التابعة لقيادة الدرك الوطني بتوزيع العناصر على مختلف القطارات التي تضمن اتجاهات البليدة وبومرداس باعتبارهما أكثر الخطوط نشاطا وحركة. * ولم يمر على تواجدنا دقائق قبل أن يحضر دركيان معهما ثلاثة قصر تم ضبطهم يقومون برصد "جيوب" المسافرين للسطو على هواتفهم النقالة وأموالهم تحت التهديد بالسلاح الأبيض. * القصر كانوا يرتدون سراويل قصيرة وقمصان وشعرهم غارق في "الجال"، تم القبض عليهم متلبسين وهم يمارسون "نشاطهم"، وأوضح الدركي المسؤول عن نقطة المراقبة، أنه تم توقيف العديد من المعتدين الذين يستخدمون أحيانا "السيوف" للإعتداء على الركاب داخل القطار قبل أن يفروا من الأبواب وأغلب هؤلاء يكونون في جماعات تتحرك على مستوى العديد من المحطات. * "الكومندوس" بزي التدخل العسكري، ينتظرون انطلاق القطار قليلا لينتشروا في مختلف العربات داخل القطار باتجاه الثنية ببومرداس، وهو قطار كهربائي "أوتوراي" تدعمت به مؤسسة السكك الحديدية مؤخرا، وكنا ضمن المسافرين، لكن في إطار مرافقة رجال الدرك في هذه المهمة... كان هناك العديد من المسافرين، عمالا بالمنطقة الصناعية بالرغاية، عائلات متجهة الى البحر وأخرى في زيارة عائلية، أطفال وشباب من مختلف الأعمار، واتفقوا جميعا على "أنه إجراء إيجابي يتعلق بضمان أمن المسافرين، خاصة العمال والطلبة والعائلات". * * ممنوع القهوة والكلاب في القطارات * وتتوفر القطارات الكهربائية الجديدة على نظام غلق أتوماتيكي للأبواب وأيضا أجهزة كاميرا، لكن المراقبة الإلكترونية وحدها لاتكفي في ظل المشاكل التي يواجهها أعوان الأمن والحراسة بالقطارات الجديدة والموزعين على عونين داخل كل عربة، ووقفنا على جزء من هذه المشاكل عند قيام شاب كان مع رفقائه بتخريب جهاز الإنذار مما قد يترتب عنه عطب للقطار، حيث تدخل عون الأمن لردع الشاب وتأنيبه، لكنه انتفض بحجة لمسه فقط قبل أن "يتحالف" معه رفقاؤه ويتحدون العون بالقول "من حقنا لمس أي شىء نريده"، وأرادوا النزول في الموقف المقبل مما تطلب تدخل رجال الدرك قبل تحويله الى المركز. * وأشار عون الأمن الذي رافقنا الى السلوكات السلبية لبعض المسافرين الذين يرفضون الالتزام بقواعد السلامة والنظافة منها نقل أكواب القهوة الى داخل القطاروأيضا مرافقة الكلاب "وعند منعهم نواجه باعتداءات لفظية وحتى جسدية" قبل أن يؤكد ارتياحه لتواجد رجال الدرك لفرض الأمن والانضباط، مشيرا الى تراجع تعنت الركاب عند رؤية الدركيين "خاصة وأن هؤلاء يتميزون بالهيبة والصرامة". * وذهب مواطن يعمل في المنطقة الصناعية بالرغاية في نفس الاتجاه، عندما أكد على وجود لاأمن في القطارات أدى الى تراجع المواطنين عن التنقل عبر القطار و ثيرا ما كان شاهدا على اعتداءات داخل القطارات دون أن يتحرك ساكن، وتدخل آخر تحدث عن إلغاء خط الجزائر باتجاه تيزي وزو بسبب اللاأمن قبل إعادة بعث هذا الخط السبت الماضي "نفضل القطارفي ظل ازدحام حركة المرور على الطريق السريع، لكن في المقابل نخشى على حياتنا"، وأجمع الركاب على وجود نقاط سوداء في برج منايل، الدارالبيضاء، الحراش، حيث تسجل اعتداءات بالرشق بالحجارة. * وصلنا أخيرا الى محطة الثنية قبل أن نقرر العودة على متن قطار قادم من قسنطينة باتجاه العاصمة يعود وجوده الى سنة 1985، ولا يتوفر على أدنى شروط النقل، و نقل لنا الركاب تذمرهم من الحرارة الشديدة داخل العربات بسبب تعطل المبرد وأيضا انتشار الروائح الكريهة من دورة المياه وانعدام النظافة وانتشار الأوساخ في كل مكان، ونقل لنا كهربائي ونادل المشاكل التي يواجهونها على مستوى هذا الخط طيلة 7 ساعات كاملة من اعتداءات لفظية للمواطنين المستائين من الوضع المزري، واعتبروا تجنيد رجال الدرك أمرا يخفف عنهم متاعب المراقبة في ظل العجز عن التحكم في الوضعية غالبا بسبب الإحتجاج على سوء الخدمات وارتفاع الأسعار، وهو أيضا ما اتفق عليه المسافرون الذين قالوا ل"الشروق" إن "ضمان الأمن أولوية ومطلب أساسي"، خاصة بالنسبة للمواطنين الذين يتنقلون في أوقات مبكرة أو متأخرة وبصفة دورية.