تبين من خلال الجولة التفقدية التي قادت ''البلاد'' للأسواق العاصمية في أول يوم من شهر رمضان المبارك، أن الإجراءات التي اتخذت من شأن تثبيت أسعار المواد الاستهلاكية، وأبرزها الخضر واللحوم بنوعيها، الحمراء والبيضاء، لم تلق صداها لدى التجار، حيث عمد أغلبهم إلى ضرب بالتعليمات عرض الحائط وتحديد الأسعار وفق ما يتناسب مع سياسة ''الربح السهل''و''حرق جيب المواطن''. وأرجع العديد من تجار التجزئة الذين صادفتهم ''البلاد'' بسوق ''مارشي 12'' ببلكور، ارتفاع الأسعار إلى أسباب منطقية، تتحكم فيها معادلة السوق المفروضة من طرف سوق الجملة، من جهة، والظروف المناخية من جهة أخرى، حيث أكد أحدهم، ممن كان متواجدا صباح أمس بسوق الجملة بالكاليتوس، ''إن أسعار الخضر التي تم نشرها على صفحات الجرائد مؤخرا لم تحترم بسوق الجملة، حيث وصل سعر السلاطة إلى 60دج، بالرغم من أنه حدد ب40 دج كأقصى تقدير. أما الجزر-الذي لوحظ ندرته على طاولات عرض السلع- فقد بلغ سعره 60دج، متجاوزا بذلك سعر 30 دج المطلوب''، مضيفا ''إن ارتفاع أسعار الخضر بسوق التجزئة هو أمر طبيعي ومنطقي لكون الأسعار مرتفعة بشكل صاروخي في أسواق الجملة''. أما علي، تاجر بسوق باب الوادي، فقد كشف أن ''موجة الحر التي عصفت بالبلاد ساهمت بشكل مباشر في الرفع من أسعار الخضر''. سلع بدون أسعار ومن بين أبرز ما لفت انتباهنا خلال زيارتنا لأسواق العاصمة، هو عدم إشهار أسعار الخضر من طرف التجار، حيث عمد غالبيتهم إلى رفع اللافتات المشيرة إلى سعر السلع من فوق طاولات العرض، وهو ما قادنا إلى التساؤل عن السبب الكامن وراء ذلك، ليجيب أحد المواطنين ''إنها استراتيجية التجار الجديدة في التحكم بجيوبنا، فهو لا يكشف عن السعر ليتمكن من التلاعب به كما يشاء''. وعلق أحد التجار عن المخالفة قائلا ''ليس لنا أي سوء نية وراء ذلك، فأنا شخصيا لم أضع اللافتة نتيجة ضيق الوقت''، وهو التبرير الذي اعتبره أحد الزبائن ب''حجة الموسم''، مضيفا ''لديهم الوقت الكافي للرفع من الأسعار أما تثبيتها والكشف عنها فهو أمر صعب'' كيلو ليمون يفوق كيلو دجاج! ومن غرائب السوق في رمضان، هو بلوغ سعر الكيلوغرام من الليمون 300دج في أسواق التجزئة، أي ما يفوق سعر كيلو من الدجاج المحدد ب250 دج، وبالرغم من أن الليمون لا يعد مادة استهلاكية ضرورية، على حد قول الكثيرين، إلا أن ''شأنه ارتفع وتجاوز التصور، وسر ذلك يبقى مجهولا''.. في حين أسند العديد من الجزارين، الارتفاع الرهيب في أسعار اللحوم البيضاء والحمراء إلى أسباب، اعتبرها المواطن الجزائري غير مقنعة، حيث أرجع أحد التجار، بلوغ سعر اللحوم الحمراء 950دج إلى قانون العرض والطلب، حيث قال ''هناك طلب متزايد على هذا النوع من اللحوم لذلك فسعرها مرتفع بهذا المقياس''. أما عن أسباب ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء، والتباين بينها في نفس السوق، فقد علّل ذات المتحدث الوضع قائلا ''ارتفاع سعر الدجاج يرجع إلى حدة موجة الحر التي اجتاحت الوطن خلال الأيام الماضية، وهو ما أدى إلى نفوق عدد هائل من الدواجن''، حيث قدر سعر كيلو دجاج بسوق ''مارشي 12'' ب 350 دج، متجاوزا بذلك السعر الذي حددته شركة تسيير مساهمات الإنتاج الحيواني ب250 دج.