اهتزت العاصمة الأفغانية كابول، أمس، على وقع تفجير انتحاري عنيف استهدف اكبر قاعدة عسكرية أمريكية فيها غير بعيد عن المقر العام لقوة التعاون الدولية "ايساف" أدى إلى مصرع سبعة قتلى وإصابة 91 جريحا.ونفذت هذه العملية الجريئة خمسة أيام فقط قبل إجراء الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها الخميس القادم وسط شكوك متزايدة حول احتمالات عدم شملها لعدة مناطق ومحافظات في البلاد. وتكمن أهمية تنفيذ هذه العملية التي سارعت حركة طالبان إلى تبنيها في كونها استهدفت أكثر المناطق تحصينا وسط العاصمة كابول شبيهة بالمنطقة الخضراء العراقية كونها تضم المقر العام لقيادة القوة الدولية "ايساف" والقاعدة العسكرية الأمريكية الرئيسية وعدة سفارات لدول غربية. وأكد ذبيح الله المتحدث باسم حركة طالبان أن العملية كانت تستهدف مقر السفارة الأمريكية و"لكننا لم نتمكن من الوصول إليها فانفجرت السيارة الملغومة قرب مقر قوة المعاونة الأمنية الدولية وقتلت عددا من عناصر القوات الأجنبية" . وفجر انتحاري سيارة رباعية الدفع كانت محملة بالمتفجرات أمام المدخل الرئيسي للمقر العام لقوة التعاون الدولية "ايساف" عندما حاول حراس المدخل إيقافه. وقالت وزارة الدفاع الأفغانية أن قتلى التفجير مدنيين، في حين أصيب خمسة جنود من قوة التعاون الدولية إضافة إلى أربعة جنود أفغان ومتحدة باسم هذه القوة. ويعتبر التفجير ضربة أخرى تتلقاها حكومة الرئيس حامد كرازاي وحلفائه الغربيين وفي مقدمتهم الولاياتالمتحدة التي تعهدت ببذل كل ما في وسعها للسماح للأفغان بالتصويت وسط ظروف آمنة. وهو رهان يبدو أنه من الصعب تحقيقه خاصة وأن حركة طالبان بدأت تنفذ تهديداتها بمنع إجراء الانتخابات الرئاسية والمحافظات المقررة الخميس المقبل والتي اعتبرتها بمثابة عملية تظليل تقوم بها الولاياتالمتحدةالأمريكية. ودعت الحركة الناخبين الأفغان إلى مقاطعة الانتخابات والبقاء في منازلهم في تأكيد واضح على نيتها في تنفيذ هجمات وتفجيرات انتحارية لمنع إجرائها. وبهذا التفجير تكون طالبان قد أكدت انها قادرة على شن هجمات في أي مكان وفي أي وقت وأكثر من ذلك أثبتت انها قادرة ايضا على خلق الفوضى حتى في أكثر الأماكن تحصينا قبل أيام قليلة فقط من موعد الانتخابات الرئاسية. ويرى مراقبون أن تفجير سيارة انتحارية في مثل هذه المنطقة وفي هذا الوقت يؤكد أن السلطات الأفغانية ومعها قوات حلف الناتو ستجد صعوبة كبيرة في منع حدوث تفجيرات انتحارية يوم الاقتراع في باقي أنحاء البلاد رغم أن العواصمالغربية تعهدت بالعمل على حفظ الأمن في هذا اليوم. وأمام تصاعد وتيرة العنف في أفغانستان عشية إجراء الانتخابات الرئاسية بدأت الشكوك تعزز من إمكانية مقاطعة الأفغانيين لهذه الانتخابات إلى درجة أن سلطات البلاد أشارت إلى أن نسبة مكاتب التصويت التي لن تفتح أبوابها بسبب موجة العنف وخاصة في المحافظات الجنوبية والشرقية التي يتمركز فيها مسلحو طالبان قد تصل إلى 12 بالمئة وهو ما قد يفقد الاقتراع مصداقيته. وأثار تفجير كابول ردود فعل دولية منددة، حيث أدانت معظم العواصمالغربية العملية واعتبرت انها لن تترك آثارا سلبية على الشعب الأفغاني الذي ينتظره هذا الخميس موعد انتخابي حاسم. وجاء في بيان لوزارة الخارجية الفرنسية ان "فرنسا تستنكر بشدة الهجوم الذي استهدف المقر العام لحلف الشمال الأطلسي بالعاصمة كابول وتجدد التزامها بالعمل على إعادة الاستقرار إلى أفغانستان" . وأضاف البيان أن "فرنسا تعبر عن تضامنها التام مع السلطات الأفغانية والشعب الأفغاني وتؤكد التزامها بالمساهمة في إعادة بناء هذا البلد" . ونفس الموقف عبرت عنه بريطانيا التي اعتبرت أن التفجير الانتحاري لن يحد من إرادة وعزيمة الشعب الأفغاني. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية أن بلاده" تعبر عن بالغ أسفها لمقتل مدنيين في مثل هذه العمليات الانتحارية التي يسعى من خلالها المتطرفون إلى خلق التوتر في أوساط الشعب الأفغاني لمنعه من أداء حقه في اختيار مصيره بكل ديمقراطية" .