تعد المكسرات والفواكه الجافة من المواد الاستهلاكية التي لا يستغني عنها المطبخ الرمضاني الجزائري خاصة البرقوق المجفف "العينة"،والزبيب لاسيما وأنها تدخل في إعداد الأطباق التقليدية المعروفة عند الجميع ب"اللحم لحلو". * * وتنعكس هذه الحقيقة جليا في مختلف الأسواق العاصمية التي تعرف مع حلول شهر رمضان حركة نشيطة يعكسها الإقبال الكبير للسيدات يطفن حول العديد من محلات البيع الني زادت من كميات معروضاتها وذلك بحثا عن السعر المناسب والمرشح للارتفاع. * من خلال الجولة الاستطلاعية التي قامت بها "الشروق اليومي"في بعض الأسواق كسوق باش جراح،لفت انتباهنا طابور للنساء تراءى لنا من بعيد،وعند اقترابنا وجدنهن متجمعات حول طاولة تفنن صاحبها في تزيينها "بالعينة "التي وصل سعرها إلى 380 دج للكيلوغرام،كما وصل سعر المشمش الجاف إلى 460 دج،في حين يتأرجح سعر الزبيب مابين 250 دج بالنسبة للنوعية المحلية و400 دج للمستوردة كون المواطن فور دخوله المحل يسأل مباشرة عن النوعية المستوردة بحجة أنها أحسن وألذ،كما حدد سعر الجوزب450 دج و تراوح سعر اللوز من 650 إلى 85 دج بينما تتأرجح أسعار الفستق منزوع القشرة بين 1100دج و1200 دج للكيلوغرام الواحد،ونفس السعر ينطبق على البندق. * رغم الأسعار التي سجلناها كما عرضها أصحابها والتي يصفها الكل بالملتهبة،إلا أن الإقبال عليها بذلك الشكل الملحوظ كان يدعو للتساؤل هل هذا الطبق مهم للدرجة التي يدفع فيها مبلغ يزيد عن 1260 دج في طبق واحد،قد لا يتعدى استهلاكه أربعة أيام على أحسن تقدير،هذا دون أن نأخذ في الحسبان الأطباق التي تزين ببعض الجوز،اللوز والفستق . * سألنا إحدى السيدات التي كانت تنتظر دورها للشراء عن رأيها في الأسعار وما إذا كان ضروريا شراء هذه الكماليات فردت قائلة"معك كل الحق ياابنتي..لكن لا يمكننا الإستغناء عن "لحم لحلو"فكل أفراد العائلة تصر على رؤية هذا الطبق على مائدة رمضان خاصة زوجي الذي يقيم الدنيا ولا يقعدها رغم محدودية دخله. * وهذا ما وقفنا عليه في الأسواق التي زرناها حيث أن الأسعار كانت متقاربة ومن هنا تطفو حقيقة لا يصرح بها المتسوقون والتي تقول "الكل يشتكي والكل يشتري" كما أدركنا أن الجزائري قد يتوب عن كل الأطباق في رمضان إلا طبق "اللحم الحلو" فهل هذا ماجناه علينا الأتراك الذين أدخلوا هذا الطبق إلى الجزائر من الأندلس وغادروا لكننا مازلنا ندفع ثمن هذا الموروث الذي تعلق به المواطن الجزائري ولو على حساب جيبه؟ * وبطيعة الحال فإن الإقبال لا يقتصر على مستلزمات طبق الأتراك بل يتعداه إلى الحلويات التي لا تتوقف في حد الكلاسيكية مثل قلب اللوز والزلابية بأنواعها وكذا القطايف،بل تتعدى إلى الحلويات الأخرى المصنوعة باللوز والفستق والجوز كالبقلاوة، والدزيريات وأنواع عصرية أخرى يتراوح سعرها من 35 إلى 50 دج للقطعة الواحدة تكاد تنتهي على حافة اللسان. * ولأن العائد هو الأهم في قاموس التجار يجد المواطن نفسه أمام جاذبية ترميه في أحضان "المارشيات" ليستنزف آخر سنتيم لشراء المكسرات والحلويات التي تحولت من كماليات إلى ضروريات لا يمكن الاستغناء عنها خصوصا في هذا الشهر الكريم.