الباخرة الروسية المحررة "أركتيك سي" أكد وزير الدفاع الروسي، أناتولي سيرديوكوف، أن سفينة الشحن "أركتيك سي"، التي اختطفت في عرض المحيط الأطلسي، بينما كانت في طريقها إلى ميناء بجاية، تم تحريرها مع طاقمها من خاطفيها، بعد تدخل السفينة الحربية الروسية المضادة للغواصات "لادني"، دون إطلاق نار. * * وأوضح المسؤول العسكري الروسي تفاصيل اختطاف باخرة الشحن، وأكد بأن الخاطفين كانوا ثمانية مواطنين من أستونيا ولاتفيا وروسيا، وقال سيرديوكوف في تقريره للرئيس الروسي، دميتري ميدفيديف، إن الخاطفين صعدوا إلى "أركتيك سي"، متذرعين بعطل زورقهم البخاري، قبل أن يطالبوا الطاقم تحت التهديد بالسلاح، تنفيذ كافة أوامرهم. * وأضاف الوزير الروسي أنه بعد إيقاف معدات الاتصال، سلكت "أركتيك سي" المسار الذي حدده المختطفون باتجاه افريقيا، مشيرا إلى أن القراصنة تم إيقافهم جميعا وهم على متن الباخرة الحربية "لادني"، في انتظار القيام بالتحقيقات القضائية معهم. * وفي سياق متصل، قال الجنرال نيقولاي ماكاروف، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، إن سفينة "اركتيك سي"، ستفتش بدقة بعد وصولها المتوقع في الأول من سبتمبر إلى ميناء نوفوروسيسك بغية توضيح الدوافع الحقيقية التي كانت وراء اختطافها، مشيرا إلى أن المقصود من العملية هو التأكد من أن الخشب هو الحمولة الوحيدة التي على متن هذه السفينة. * وحسب النتائج الأولية للتحقيقات الروسية فإن "أركتيك سي" تعرّضت إلى هجوم على أيدي أشخاص ادعوا أنهم رجال شرطة بالقرب من السواحل السويدية في 24 جويلية الماضي، وقاموا بتفتيش السفينة خلال 12 ساعة، ثم غادروها من دون أن يأخذوا شيئا، بينما كانت متوجهة بحمولة من الحطب تقارب قيمتها مليوني دولار، باتجاه ميناء بجاية. * ونقلت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" عن مدير لجنة التحقيق القضائي المعني بالقضية ألكساندر باستريكين، التحقيقات لا تستبعد فرضية أن تكون الحمولة ليست خشبا مثلما هو مصرح به، وفي هذه الحالة، حسب المتحدث، فإن طاقم الباخرة سيطاله العقاب، علما أن الناطق باسم المدعي العام الروسي أعلن فتح تحقيق في القضية. * واختفت سفينة "اركتيك سي" التي ترفع علماً مالطياً ويقودها طاقم روسي في 28 جويلية، قبل أن تكتشفها الفرقاطة "لادني" الروسية في عرض المحيط الأطلسي أمام السواحل الإفريقية قرب الرأس الأخضر وقامت "بتحريرها من دون أن تطلق عيارا ناريا". * وشكلت حادثة القرصنة التي تعرضت لها باخرة الشحن الروسية مادة دسمة للتحاليل الإعلامية خلال الأسبوعين الأخيرين، حيث تم تكييف القضية على أنها حرب جاسوسية طرفاها المخابرات الإسرائيلية (الموساد)، وإيران. * وذكرت صحيفة روسية أن الأشخاص الذي يشتبه في أنهم قراصنة والذين صعدوا على متن سفينة الشحن "أركتيك سي" هم في الحقيقة سوى أفراد من الاستخبارات الإسرائيلية كانوا يحاولون منع السفينة من تهريب أسلحة إلى إيران. * واشارت الصحيفة إلى أن السفينة "أركتيك سي" كانت تحمل صواريخ من طراز كروز إكس - 55 مخبأة بين شحنة من نشارة الخشب، وأن وجهتها الحقيقية إيران وليس الجزائر. * فيما ذهبت صحيفة "نوفايا جازيتا" اليومية إلى أن القراصنة لم يكونوا سوى رجالا يعملون بالنيابة عن الموساد قادوا السفينة لمنع الأسلحة من الوصول إلى ايران، فيما رجحت الشرطة الدولية "الإنتربول" أن يكون الهدف من عملية الاختطاف هو بعد تغيير مظهر السفينة واسمها قبل استعمالها لأغراض الشحن.